responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 528

و في تفسير (الدر المنثور) ورد حديث آخر، و هو أن هذه الآية نزلت في أهل الصفّة، لأنّهم كانوا يأملون بتحسن وضع دنياهم‌ [1].

و هناك تفصيل في نهاية الآيات بخصوص أصحاب الصفة و من هم؟

التّفسير

المترفون الباغون:

قد يكون ارتباط هذه الآيات بالآيات السابقة بلحاظ ما ورد في آخر آية من الآيات السابقة من أن الخالق يستجيب دعوة المؤمنين، و في أعقاب ذلك يطرح هذا السؤال: لماذا نرى البعض منهم فقراء، و لا ينالون ما يرغبونه مهما يدعون؟ تقول الآية: وَ لَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَ لكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ.

و بهذا الترتيب فإنّ تقسيم الأرزاق يقوم على حساب دقيق من قبل الخالق تجاه عباده، و هذا يحدث بسبب: إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ.

فهو يعلم بمقدار استيعاب أي شخص فيعطيه الرزق وفقا لمصلحته، فلا يعطيه كثيرا لئلا يطغى، و لا قليلا لئلا يستغيث من الفقر.

و جاء ما يشبه هذا المعنى في الآية (6) و (7) من سورة العلق: إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى‌ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى‌.

و هو حقّا كذلك، فالبحث في أحوال الناس يدل على هذه الحقيقة الصادقة، و أنّه عند ما تقبل الدنيا عليهم و يعيشون في رفاهية وسعة، ينسون الخالق و يبتعدون عنه و يغرقون في بحر الشهوات، و يفعلون ما لا ينبغي فعله، و يشيعون الظلم و الجور و الفساد في الأرض.

و في تفسير آخر عن (ابن عباس) في هذه الآية ورد أن المقصود من (البغي)


[1]- ينقل الدر المنثور هذا الحديث عن الحاكم و البيهقي و أبي نعيم (ج 6 ص 8).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 528
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست