responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 480

نقول مثلا: إنّ اللّه هو «الأول» و هو أيضا «الآخر» هو «الظاهر» و هو «الباطن» هو مع كلّ شي‌ء و ليس مع شي‌ء، و بعيد عن كلّ شي‌ء إلّا أنّه ليس غربيا عنه.

قد يبدو في بعض هذه الألفاظ تناقض أو تضاد، لأنّ معاني الألفاظ نقيسها على الأشياء و الموجودات المحدودة، فيمكن أن يكون هو الأوّل و لا يكون الآخر، و الظاهر و لا يكون باطن، و لكن التفكير الدقيق في ذات اللّه و صفاته يوصلنا إلى إمكانية انطباق معاني هذه الألفاظ عليه، فهو الأوّل في نفس الوقت الذي هو الآخر، و هو الباطن في نفس الوقت الذي يكون فيه هو الظاهر أيضا.

و علينا أن نعترف هنا بأنّ المهم في معرفة أوصافه الجمالية و الجلالية هو أن ننتبه إلى حقيقة: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ.

يشير

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام إلى هذه الحقيقة بوضوح فيقول: «ما وحده من كيفه، و لا حقيقته أصاب من مثله، و لا إيّاه عنى من شبهه، و لا صمده من أشار إليه و توهمه» [1].

و في مكان آخر

يقول عليه السّلام: «كل مسمّى بالوحدة غير قليل» [2].

خلاصة القول: يجب ولوج البحث في صفات الخالق على ضوء قوله تعالى:

لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ و علينا أن ننظر إلى ذاته المقدسة من خلال قوله تعالى: وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ و عبارة «سبحان اللّه» في العبادات و غيرها تشير إلى هذه الحقيقة.

2- ملاحظة أدبية

إنّ الكاف في جملة لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ للتشبيه، و تعني المثل أيضا. لذا فإنّ هذا التكرار أصبح سببا لأن يعتبر الكثير من المفسّرين أنّها زائدة، و أنّها جاءت‌


[1]- الخطبة رقم (186).

[2]- نهج البلاغة، الخطبة رقم 65.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 480
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست