responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 478

أو مثيل، و لهذا لا ينبغي الاستظلال إلّا تحت ولايته، و لا تصح العبودية و الربوبية إلّا له، و ذلك لا يكون ألّا بفك قيود عبودية الغير، و تصريفها إليه دون غيره سبحانه و تعالى.

الآية التي بعدها تتحدّث عن ثلاثة أقسام أخرى من صفات الفعل و الذات حيث توضح كلّ واحدة منها قضية الولاية و الربوبية في بعد خاص.

يقول تعالى: لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌.

فكل ما يملكه مالك هو منه سبحانه و تعالى، و كل ما يرغب به راغب ينبغي أن يطلبه منه، لأنّ له تعالى خزائن السماوات و الأرض و ليس «مفاتيحها» و حسب‌ وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌ [1].

«مقاليد» جمع «مقليد» و تعني المفتاح، و هي تستخدم ككناية للسيطرة الكاملة على كلّ شي‌ء ما، فيقال مثلا: إنّ مفتاح هذا الأمر بيدي، يعني أنّ برنامجه و طريقه و شرائطه كلّها تحت قدرتي و في يدي. [2].

و في الصفة الأخرى، و التي هي في الواقع ثمرة و نتيجة للصفة السابقة تقول الآية: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَقْدِرُ لأنّ بيده تعالى جميع خزائن السماوات و الأرض فإنّ جميع الأرزاق في قبضته، و يقسمها وفقا لمشيئته التي تصدر بمقتضى حكمته، و يلاحظ فيها مصلحة العباد.

إنّ من مقتضيات استفادة جميع الكائنات من رزقه تعالى هو العلم بمقدار حاجتها، و مكانها و سائر شؤون حياتها الأخرى، لذا تضيف الآية في آخر صفة قوله تعالى: إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ‌.

و هناك ما يشبه هذا الأمر و هو ما جاء في الآية (6) من سورة «هود» في قوله تعالى: وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ‌.


[1]- المنافقون، آية 7.

[2]- بهذا الخصوص لدينا بحث مفصل يمكن مراجعته في نهاية الحديث عن الآية (63) من سورة «الزمر».

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست