responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 477

إنّ وجود اللّه تعالى ليس له نهاية و لا يحد بحد، و كل شي‌ء غيره له نهاية و حد من حديث القدر و العمر و العلم و الحياة و الإرادة و الفعل ...، و في كلّ شي‌ء.

و هذا هو خط تنزيه الخالق من نقائص الممكنات.

لذا فإنّ ما يثبت لغيره لا يصح عليه (سبحانه و تعالى) و لا ينطبق على ذاته المنزّهة، بل و لا معنى له.

فبالنسبة إلينا تكون بعض الأمور سهلة و الأخرى صعبة، و بعض الأحداث وقع في الماضي و بعضها يقع الآن، و منها ما يقع في المستقبل. و بعض الأشياء صغير و بعضها كبير.

إنّ مقاييس هذه الأشياء و مدلولاتها و مفاهيمها تحتكم إلى وجودنا المحدود، و هي تلائم إدراكنا و حاجتنا إلى مقايسة الأشياء بغيرها.

أمّا هذه المواصفات و المقاييس و المصطلحات المحدودة، فإنّ أيا منها لا ينطبق على صفات اللّه، إذ لا معنى لديه للقرب و البعد، فالكل قريب و في متناول إرادته، و لا معنى للصعب و السهل، فكل شي‌ء سهل و طوع إرادته المطلقة، و لا يوجد مستقبل و ماض، فكل شي‌ء بالنسبة إليه تعالى حضور و حال.

إنّ إدراك هذه المعاني غير مستطاع من دون تفريغ الذهن و تخليته ممّا هو فيه.

لهذا السبب يقال: إنّ من السهل معرفة أصل وجود الخالق جلّ و علا، لكن من الصعب معرفة صفاته.

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام‌ في هذا الشأن: «و ما الجليل و اللطيف، و الثقيل و الخفيف، و القوي و الضعيف في خلقه إلّا سواء» [1].

تشير نهاية الآية إلى صفات اخرى من صفات اللّه: وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.

هو الخالق و المدبّر، و السميع و البصير، و في نفس الوقت ليس له شبيه أو نظير


[1]- نهج البلاغة، الخطبة رقم 184.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست