responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 476

الموجودات منه.

و بهذه المناسبة فإنّ «فطر» تطلق على «طلاع» التمر عند ما يتفتق و يخرج منه التمر.

و المقصود بالسماوات و الأرض هنا جميع السماوات و الأرض و ما فيها من كائنات و ما بينها، لأنّ الخالقية تشملها جميعا.

ثم تشير الآية إلى وصف آخر من أفعاله تعالى فتقول: جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَ مِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ‌ [1].

و هذه لوحدها تعتبر إحدى الدلائل الكبيرة على تدبير اللّه و ربوبيته و ولايته، حيث خلق سبحانه و تعالى للناس أزواجا من أنفسهم، و هو يعتبر أساسا لراحة الروح و سكون النفس، و من جانب آخر يعتبر الزواج أساسا لبقاء النسل و استمراره، و تكاثره.

و بالرغم من أنّ خطاب الآية موجّه للإنسان، و المعنى منصب عليه من خلال «يذرؤكم» إلّا أنّ هذا الأمر هو حكم سائد و سنة جارية في جميع الأنعام و الموجودات الحية الأخرى التي تسري عليها التكاثر بالمثل.

و في الواقع إنّ توجيه الخطاب للإنسان دونها يشير الى مقامه الكريم، و أما أمر البقية فيتبيّن من خلال الإنسان كمثال.

الصفة الثّالثة التي تذكرها الآية هو قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ.

إنّ هذا الجزء من الآية يتضمّن حقيقة أساسية في معرفة صفات اللّه الأخرى، و بدونها لا يمكن التوصّل إلى أي صفة من صفات اللّه، لأنّ أكبر منزلق يواجه السائرين في طريق معرفة اللّه يتمثل في «التشبيه» حيث يشبهون الخالق جلّ و علا بصفات مخلوقاته، و هو أمر يؤدي للسقوط في وادي الشرك!


[1]- الضمير في «فيه» يعود إلى «التدبير» أو «جعل الأزواج» و «يذرؤ» من «ذرأ» على وزن «زرع» و تعني «الخلق» لكنّه الخلق الذي يقترن و يتزامن مع إظهار الأفراد. و قد وردت أيضا بمعنى الانتشار.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست