responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 450

«الصديقين».

و لكن ليس ثمّة قرائن واضحة من نفس الآية تؤيد فكرة هذا الاستنتاج!

ثانيا: حقيقة إحاطة اللّه بكل شي‌ء

يجب أن لا نتصور- مطلقا- أنّ إحاطة الخالق جلّ و علا بالموجودات و الكائنات تشبه إحاطة الهواء الذي يلف الكرة الأرضية و يغلّفها، لأنّ مثل هذه الإحاطة هي دليل المحدودية، بل الإحاطة المعنية هنا تتضمن معنى دقيقا و لطيفا يتمثل في ارتباط كلّ الكائنات و الموجودات بالذات المقدسة.

و بعبارة اخرى: لا يوجد في عالم الوجود سوى وجود أصيل واحد قائم بذاته، و بقية الموجودات و الكائنات تعتمد عليه و ترتبط به، بحيث لو زال هذا الارتباط لحظة واحدة فلا يبقى شي‌ء منها.

إنّ هذه الإحاطة نتلمّس كنهها و حقيقتها في الكلمات الواردة عن أمير المؤمنين عليه السّلام إذ يقول: «مع كلّ شي‌ء لا بمقارنة، و غير كلّ شي‌ء لا بمزايلة».

و قد نلمح هذا المعنى بعينه فيما ذكره الإمام الحسين عليه السّلام في دعاء عرفة ذي المحتوى العميق، إذ

يقول فيه: «أ يكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟ و متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عين لا تراك عليها رقيبا، و خسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا» [1].

ثالثا: آيات الآفاق و الأنفس‌

لو أتيح للإنسان أن ينكر كلّ ما يستطيع، فهو لا يستطيع أن ينكر وجود نظام دقيق قائم يعم بنسقه عالم الوجود، فأحيانا يقضي عالم معين كلّ عمره بالدرس‌


[1]- مقطع من دعاء الإمام الحسين عليه السّلام في يوم عرفة، و هو ممّا تذخر به كتب الأدعية.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 450
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست