responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 45

هذا و ذاك، و إن السبيل الوحيد للنجاة هو الاستفادة من الثروة، و بذل الجهود و المساعي في هذه التجارة الكبيرة، لأنّ كلّ شي‌ء يعطى بثمن، و لا يعطى بالمعاذير! و قد يتساءل البعض: ما هي أسباب وصف خسارة المشركين و المذنبين بالخسران المبين؟

الجواب هو:

أوّلا: لأنّهم باعوا أفضل ثروة لديهم- أي العمر و العقل و الإدراك و العواطف الانسانية- بدون مقابل.

ثانيا: لو أنّهم باعوا تلك الثروة من دون أن يشتروا العذاب و العقاب لكان أمرا هينا بعض الشي‌ء، لكنّ الأمر لم يكن كذلك إذ أنّهم بخسرانهم لتلك الثروة العظيمة هيأوا لأنفسهم عذابا أليما و عظيما.

ثالثا: إنّ هذه الخسارة التي لا يمكن أن تعوّض بأيّ ثمن، و هذه هي (الخسران المبين).

2- ما هو المراد من الآية: فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ‌

عبارة فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ‌ جاءت بصيغة أمر تهديدي، و هذا الأسلوب يستعمل عند ما لا تؤثر النصيحة و الموعظة بالشخص المجرم و المذنب، إذ أنّ آخر ما يقال له: (افعل ما تشاء، و لكن انتظر العقاب أيضا) و يعني أنّك وصلت إلى درجة لا تستحقّ معها النصيحة و الموعظة، و أنّ مصيرك و علاجك هو العذاب الأليم.

3- من هم الأهل؟

الآيات المذكورة أعلاه تقول: إنّ أولئك الخاسرين لم يخسروا ثروة وجودهم فحسب، و إنّما خسروا أهليهم أيضا.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست