تهديد البارئ
عزّ و جلّ لعباده بالعذاب إنّما هو لطف و رحمة منه، و ذلك كي لا يبتلى عباده بمثل
هذا المصير المشؤوم، و من هنا يتضح أنّه لا حاجة لتفسير كلمة (العباد) هنا على
أنّها تخصّ المؤمنين، فهي تشمل الجميع، كي لا يأمن أحد من العذاب الإلهي.
ملاحظات
1- حقيقة
الخسران!
يرى الراغب
في مفرداته أنّ الخسران يعني ذهاب رأس المال كلّه أو بعضه، و أحيانا تنسب إلى
الإنسان، عند ما يقال: (الشخص الفلاني خسر) و أحيانا تنسب إلى العمل عند ما
يقولون: (خسرت تجارته).
و تستخدم
كلمة (خسران) أحيانا في حالة فقدان الثروة الظاهرية، كالمال و الجاه، الدنيوي، و
أحيانا أخرى تستخدم في حالة فقدان ثروة معنوية كالصحة و السلامة و العقل و الإيمان
و الثواب، و هذا هو الشيء الذي سمّاه البارئ عزّ و جلّ (الخسران المبين) فكلّ
خسران ذكره البارئ عزّ و جلّ في القرآن الكريم إنّما يشير إلى المعنى الثّاني و
ليس إلى الخسران الخاص بثروات الدنيا و تجارتها [1].
و قد شبّه
القرآن الإنسان بتجارة الأثرياء الذين يدخلون أسواق التجارة العالمية برؤوس أموال
كبيرة، فالبعض منهم يجني أرباحا كبيرة، و البعض الآخر يخسر خسارة فادحة.
آيات كثيرة
في القرآن المجيد تطرقت إلى مثل هذا التعبير و التشبيه، حيث توضح الحقيقة التالية:
إنّ النجاة من العذاب الإلهي لا تتحقق بالجلوس و انتظار