responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 44

تهديد البارئ عزّ و جلّ لعباده بالعذاب إنّما هو لطف و رحمة منه، و ذلك كي لا يبتلى عباده بمثل هذا المصير المشؤوم، و من هنا يتضح أنّه لا حاجة لتفسير كلمة (العباد) هنا على أنّها تخصّ المؤمنين، فهي تشمل الجميع، كي لا يأمن أحد من العذاب الإلهي.

ملاحظات‌

1- حقيقة الخسران!

يرى الراغب في مفرداته أنّ الخسران يعني ذهاب رأس المال كلّه أو بعضه، و أحيانا تنسب إلى الإنسان، عند ما يقال: (الشخص الفلاني خسر) و أحيانا تنسب إلى العمل عند ما يقولون: (خسرت تجارته).

و تستخدم كلمة (خسران) أحيانا في حالة فقدان الثروة الظاهرية، كالمال و الجاه، الدنيوي، و أحيانا أخرى تستخدم في حالة فقدان ثروة معنوية كالصحة و السلامة و العقل و الإيمان و الثواب، و هذا هو الشي‌ء الذي سمّاه البارئ عزّ و جلّ (الخسران المبين) فكلّ خسران ذكره البارئ عزّ و جلّ في القرآن الكريم إنّما يشير إلى المعنى الثّاني و ليس إلى الخسران الخاص بثروات الدنيا و تجارتها [1].

و قد شبّه القرآن الإنسان بتجارة الأثرياء الذين يدخلون أسواق التجارة العالمية برؤوس أموال كبيرة، فالبعض منهم يجني أرباحا كبيرة، و البعض الآخر يخسر خسارة فادحة.

آيات كثيرة في القرآن المجيد تطرقت إلى مثل هذا التعبير و التشبيه، حيث توضح الحقيقة التالية: إنّ النجاة من العذاب الإلهي لا تتحقق بالجلوس و انتظار


[1]- مفردات الراغب مادة (خسر).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست