responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 321

ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ‌.

و أخيرا يقول تعالى: كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ‌.

إنّ كفرهم و عنادهم سيكون حجابا على قلوبهم و عقولهم، و لذلك سيتركون طريق الحق و يسلكون سبيل الباطل، فيحرمون يوم القيامة من الجنّة و ينتهي مصيرهم إلى النّار. و هكذا يضل اللّه الكافرين.

الآية التي بعدها تشير إلى علة مصائب هذه المجموعة، حيث يقول تعالى:

ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ‌.

كانوا يفرحون بمعارضة الأنبياء و قتل المؤمنين و التضييق على المحرومين، و كانوا يشعرون بالعظمة عند ارتكاب الذنوب و ركوب المعاصي. و اليوم عليهم أن يتحملوا ضريبة كلّ ذلك الفرح و الغفلة و الغرور من خلال هذه النيران و السلاسل و السعير.

«تفرحون» من «فرح» و تعني السرور و الابتهاج. و قد يكون الفرح ممدوحا و مطلوبا في بعض الأحيان، كما تفيد الآيتان (4) و (5) من سورة «الروم» في قوله تعالى: وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ‌.

و في بعض الأحيان يكون الفرح مذموما و باطلا، كما ورد في قصة قارون، الآية (76) من سورة «القصص» حيث نقرأ قوله تعالى: إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ‌.

طبعا ينبغي التفريق بين الموردين من خلال القرائن، و لا ريب من أن «الفرح» في الآية التي نبحثها من النوع الثّاني.

«تمرحون» مشتقّة من «مرح» على وزن «فرح» و هي كما يقول اللغويون و المفسرون، تأتي بمعنى شدة الفرح، و قال آخرون: إنّها تعني الفرح بسبب بعض القضايا الباطلة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست