responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 320

و غرورهم، و قيدوا أنفسهم بسلاسل التقليد الأعمى، و في يوم الجزاء و القيامة ستطوقهم السلاسل من الأعناق بمنتهى الذلّة، و سيسحبون أذلاء إلى نار جهنم و بئس المصير.

إضافة إلى هذا العذاب الجسماني سيعاقبون بمجموعة من أنواع العذاب الروحي و النفسي كما تشير إليه الآية التالية، حيث يقول تعالى: ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‌؟! أي أين شركاؤكم من دون اللّه كي ينقذوكم من هذا العذاب الأليم و أمواج النّار المتلاطمة؟ ألم تقولوا: إنّكم تعبدونهم و تطيعونهم و تتخذونهم أربابا ليشفعوا لكم، إذا أين شفاعتهم الآن؟! فيجيبون بخضوع يغشاهم و ذلك يعلوهم: قالُوا ضَلُّوا عَنَّا [1] أيّ اختفوا و هلكوا و أبيدوا بحيث لم يبق منهم أثر.

و لا ريب، فإنّ من كانوا يدعونه من دون اللّه هم في نار جهنم، و قد يكونون بجانبهم، إلّا أنّهم لا ينفعون و لا يؤثرون و كأنّهم قد اختلفوا! و عند ما يرى هؤلاء أنّ اعترافهم بعبادة الأصنام أصبح عارا عليهم و علامة تميزهم، فإنّهم يبدأون بالإنكار فيقولون: بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً.

لقد كانت الأصنام مجرّد أوهام، لكنّا كنّا نظن أنّها تمثل حقائق ثابتة، لكنّها أصبحت كالسراب الذي يتصوره العطشان ماء. أمّا اليوم فقد ثبت لنا أنّها لم تكن سوى أسماء من غير مسمى و ألفاظ ليس لها معنى، و أنّ عبادتها لم تنفعنا بشي‌ء سوى الضلال. لذلك فهؤلاء اليوم بمواجهة الواقع الذي لا سبيل إلى إنكاره.

هناك احتمال آخر في تفسير الآية، هو أنّهم سيكذبون لينقذوا أنفسهم من الفضيحة، كما نقرأ ذلك في الآيتين (23) و (24) من سورة الأنعام:


[1]- لقد ذكر المفسرون معنيين لكلمة «ضلوا» فالبعض اعتبرها بمعنى ضاعوا و هلكوا، بينما قال البعض الآخر: إنها بمعنى «غابوا» كقولنا «ضلت الدابة» أي غابت فلم يعرف مكانها.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست