responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 319

الاستمرار. و هذه إشارة إلى أنّ مثل هؤلاء الأفراد الذين يكذبون بآيات اللّه لتبرير عقائدهم و أعمالهم السيئة المشينة، إنّما يقومون بالمجادلة بشكل مستمر من خلال الأقوال و الذرائع الواهية.

و تنتهي الآية بتهديد من خلال قوله تعالى: فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‌ أي سوف يعلمون نتيجة أعمالهم و عاقبة أعمالهم السيئة و ذلك في وقت‌ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ‌ أيّ يلقي بهم في الماء المغلي ثمّ‌ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ‌ [1].

«يسجرون» من كلمة «سجر» على وزن «فجر» و تعني إشعال النّار و زيادة لهيبها- كما ذهب إليه الراغب في مفرداته- أمّا الآخرون من أرباب اللغة و التّفسير فيقولون: إنها تعني مل‌ء التنور بالنار [2].

لذلك يذهب بعض المفسّرين إلى أنّ هذه المجموعة من الكفّار تصبح وقودا للنار، كما نقرأ ذلك في الآية (24) من سورة البقرة: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ.

البعض الآخر يقول: إنّ معنى الآية هو أنّ هؤلاء ستملأ النّار كلّ وجودهم و تستوعب كامل كيانهم. (طبعا ليس ثمّة تعارض بين المعنيين).

هذا النوع من العقاب للمعاندين و المتكبرين و المجادلين يعتبر في الواقع انعكاس لأعمالهم في هذه الدنيا، حيث كذّبوا بآيات اللّه بسبب كبريائهم‌


[1]- «الأغلال» جمع «غل» و تعني الطوق حول العنق أو الرجل. و هي في الأصل مأخوذة من كلمة «غلل» على وزن «أجل» بمعنى الماء الذي يجري بين الأشجار. و يطلق على «الخيانة» (غلول) و على الحرارة الناشئة من العطش «غليل» و ذلك بسبب نفوذها تدريجا إلى داخل أعماق الإنسان.

«السلاسل» فهي جمع «سلسلة، و «يسحبون» من كلمة «سحب» على وزن (سهو).

[2]- يلاحظ ذلك في «تفسير الصافي» و «روح المعاني» و «الكشاف» في نهاية الآيات التي نبحثها. و في لسان العرب: المعنى الأصلي ل «سجر» هو المل‌ء. فيقال «سجرت النهر» أي ملأته ماء.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست