responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 315

التسلسلي الترتيبي في سياق وجودها في حياة الإنسان، فمرحلة «المضغة» لا تسبق- مثلا- مرحلة «النطفة» و هكذا. و في هذا النوع من العطف إشارة أيضا إلى وجود الفاصلة بين مرحلة و اخرى.

أما عطف المرحلة الأخيرة ب (الواو) فقد يكون السبب فيه أنّ نهاية العمر لا تكون بالضرورة بعد انتهاء مرحلة الشيخوخة، إذ كثيرا ما يموت الإنسان قبل بلوغه إلى مرحلة الشيوخة (هناك بحث عن «الأجل المسمى» ذيل الآية 2 سورة الأنعام و الآية 34 من سورة الأعراف و الآية 61 من سورة النحل).

الآية الأخيرة في هذا البحث تتحدث عن أهم مظهر من مظاهر قدرة اللّه تبارك و تعالى متمثلة بقضية الحياة و الموت، هاتان الظاهرتان اللتان لا تزالان بالرغم من تقدم العلم و تطوره في نطاق الأمور الغامضة و المجهولة في معرفة الإنسان و علمه.

قول تعالى: هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ‌.

إنّ الحياة و الموت- بالمعنى الواسع للكلمة- بيد اللّه، سواء تعلق ذلك بالإنسان أو النبات أو أنواع الحيوان و الموجودات الأخرى التي تتجلى فيها الحياة بأشكال متنوعة.

إنّ نماذج الحياة تعتبر أكثر النماذج تنوعا في عالم الوجود و كل الكائنات تنتهي بأجل معين إلى الموت، سواء في ذلك الكائن ذو الخلية الواحدة أو الحيوانات الكبيرة، أو التي تعيش في الأعماق المظلمة للمحيطات و البحار، أو الطيور التي تعانق السماء، و من الاحياء احادية الخلية السابحة في أمواج المحيطات إلى الأشجار التي يبلغ طولها عشرات الأمتار، فإنّ لكل واحد منها حياة خاصّة و شرائط معينة، و بهذه النسبة تتفاوت عملية موتها، و بدون شك فإن اشكال الحياة هي أكثر اشكال الخلقة تنوعا و أعجبها.

إنّ الانتقال من عالم إلى آخر، من الوجود المادي الى الحياة، و من الحياة في‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست