هذه الدّنيا الى ما بعد الموت يستبطن أسرارا و عجائب بليغة تحكي عظمة الخالق و
مدى قدرته في هذه الخليقة العجيبة المتنوعة و كل واحدة من هذه القضايا المعقدة و
المتنوعة لا تعتبر مشكلة و عسيرة في متناول قدرة الخالق جلّ و علا، حيث تتحقق
بمجرّد إرادته.
لذلك تقول الآية في نهايتها بيانا لهذه الحقيقة: فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ.
إنّ كلمة «كن» و بعدها «فيكون» هي من باب عدم قدرة الألفاظ على استيعاب حقيقة
الإرادة و القدرة الإلهية، و إلّا فليس ثمّة من حاجة إلى هذه الجملة، لأنّ إرادة
اللّه هي نفسها حدوث الكائنات و وجودها [1] بدون فصل
[1]- راجع تفسير قوله تعالى: كُنْ فَيَكُونُ في
أثناء الحديث عن الآية (117) من سورة البقرة.