responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 310

التوحيدية الآنفة، و جاءت لكي تقضي على أدنى بارقة أمل قد يحتمل وجودها في نفوس المشركين، إذ يقول تعالى موجها كلامه إلى النّبي الأكرم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي‌.

و لم ينهاني ربّي عن عبادة غيره فحسب، بل: وَ أُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ‌. نهى عن عبادة الأصنام يتبعه- مباشرة- بدليل منطقي من البراهين و البينات و من العقل و النقل، في أن يسلم ل: «ربّ العالمين» و في هذه العبارة أيضا دليل آخر على المقصود لأن كونه ربّ العالمين دليل كاف على ضرورة التسليم في مقابله.

و من الضروري أن نشير إلى افتراق الأمر و النهي في هذه الآية، فهناك أمر بالتسليم للّه جلّ و علا، و نهي عن عبادة الأصنام، و قد يعود السبب في التفاوت بين النهي و الأمر إلى أنّ الأصنام قد تختص بصفة «العبادة» و حسب، لذلك جاء النهي عن عبادتها. أما بالنسبة للّه تعالى فبالإضافة إلى عبادته يجب التسليم له و الانصياع و الانقياد إلى أوامره و تعليماته.

لذلك نقرأ في الآيتين (11- 12) من سورة «الزمر» قوله تعالى: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ وَ أُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ‌.

إنّ أمثال هذه الصيغ و الأساليب المؤثرة يمكن أن نلمسها في كلّ مكان من كتاب اللّه العزيز، فهي تجمع الليونة و الأدب حتى إزاء الأعداء و الخصوم، بحيث لو كانوا يملكون أدنى قابلية لقبول الحق فسيتأثرون بالأسلوب المذكور.

ينبغي أن نلاحظ أيضا التعبير في قوله تعالى: أُمِرْتُ‌ ... إِنِّي نُهِيتُ‌ أيّ عليكم أنتم أن تحاسبوا أنفسكم من دون أن يثير فيهم حسّ اللجاجة و العناد.

الكلام الأخير في هذه المجموعة من الآيات هو أنّها أعادت وصف الخالق ب «ربّ العالمين» في ثلاث آيات متتالية:

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست