responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 309

الْعالَمِينَ‌ [1].

إنّ هذه المواهب تعود للّه مدبر الكون خالق السماوات و الأرض، لذلك فهو الذي يليق بمقام الرّبوبية لا غير.

الآية التي بعدها تستمر في إثارة قضية توحيد العبودية من طريق آخر.

فتؤّكد انحصار الحياة الواقعية باللّه تعالى و تقول: هُوَ الْحَيُ‌.

إنّ حياته عين ذاته، و لا تحتاج إلى الغير. حياته (جلّ و تعالى) أبدية لا يطالها الموت، بينما جميع الكائنات الحية تتمتع بحياة مقرونة بالموت و حياتها محدودة و موقتة تسترفد هذه الحياة من الذات المقدسة.

لذلك ينبغي للإنسان الفاني المحدود المحتاج أن يرتبط في عبادته بالحي المطلق، من هنا تنتقل الآية مباشرة إلى تقرير معنى الوحدانية في العبودية من خلال قوله تعالى: لا إِلهَ إِلَّا هُوَ.

و على أساس هذه الوحدانية تتقرّر قضية اخرى يتضمنها قوله تعالى:

فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‌ و اتركوا جانبا كلّ شي‌ء غيره. لأنّها جميعا فانية، و حتى في حال حياتها فهي في تغيّر دائم «فالذي لا يتغيّر هو اللّه تعالى فقط.

و الذي لم يمت و لن يموت هو سبحانه فحسب».

ثم تنتهي الآية بقوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‌.

و التعبير القرآني درس للعباد بأن يتوجهوا الشكر و الحمد إلى الخالق جلّ و علا دون غيره، فهو جزيل العطايا كثير المواهب مطلق النعم على عباده، خاصّة نعمة الحياة و الوجود بعد العدم.

الآية الأخيرة من المجموعة القرآنية، هي في الواقع خلاصة لكل البحوث‌


[1]- «ذلكم» اسم إشارة للبعيد، و استخدامها في مثل هذه الموارد كناية على العظمة و علو المقام.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست