responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 28

تحمل شخص مسئولية أعماله، لأن قضية التكليف لا يكتمل معناها بدون هذا الأمر، قال تعالى: وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‌.

و لأنّه لا معنى للتكليف إن لم يكن هناك عقاب و ثواب، فالآية تشير في المرحلة الرّابعة إلى قضية المعاد، و تقول: ثُمَّ إِلى‌ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‌.

و لكون مسألة الحساب و العقاب لا يمكن أن تتمّ ما لم يكن هناك اطلاع و علم كاملين بالأسرار الخفية للإنسان، تختتم الآية بالقول: إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.

بهذا الشكل، و من خلال جمل قصار، استعرضت فلسفة التكليف و خصوصياته و مسئولية الإنسان و مسألة العقاب و الجزاء و الثواب. و هذه الآية جواب قاطع لمن يتولى المذهب الجبري، الذي انتشر- ممّا يؤسف له- في صفوف بعض الطوائف الإسلامية، لأنّ الآيات الكريمة تقول و بصراحة: وَ لا يَرْضى‌ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ.

و هذا دليل واضح على أن إرادة الكفر لم تفرض على الكافرين (كما يقول بذلك أتباع المذهب الجبري) لأنّ من البديهي أنّ من لا يرتضي شيئا لا يأتي به، فهل يمكن أنّ تكون إرادة اللّه منفصلة عن رضاه؟ متعصبو المذهب الجبري يثيرون العجب عند ما يعمدون إلى ستر هذه العبارة الواضحة من خلال حصر كلمة (العباد) بالمؤمنين أو المعصومين، في حين أنّها كلمة ذات معنى مطلق و تشمل بصورة واضحة كلّ العباد، نعم، فالباري، عزّ و جلّ لا يرتضي الكفر لأحد من عباده، مثلما يرتضي الشكر لكلّ عباده من دون أي استثناء [1].


[1]- هناك بحث مفصل في ذيل الآية (5) من سورة إبراهيم- عن أهمية و فلسفة الشكر و عن مفهومها الحقيقي و أبعادها.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست