responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 275

اللّه» [1].

و في حديث آخر

عن الإمام الإمام الصادق أنّه عليه السّلام قال: «المفوض أمره إلى اللّه في راحة الأبد، و العيش الدائم الرغد، و المفوض حقّا هو العالي عن كلّ همه دون اللّه» [2].

«التفويض» كما يقول الراغب في مفرداته، يعني «التوكل، لذا فإنّ تفويض الأمر إلى اللّه يأتي بمعنى توكيل الأعمال إليه، و هذا لا يعني أن يترك الإنسان الجد و الجهد، إذ أنّ هذا السلوك ينطوي على فهم محرّف لمعنى التفويض، بل عليه أن يبذل كلّ جهده و لا يتخوّف الصعاب التي تواجهه، أو يترك العمل إذعانا لها، بل عليه أن يسلّم أمره و عمله إلى اللّه، و يستمر في بذل الجهد بعزم راسخ و همة عالية.

و بالرغم من أنّ «التفويض» يشبه «التوكل» إلى حد كبير، إلّا أنّه يعتبر مرحلة أفضل منه. لأنّ حقيقة (التوكل) هي أن يعتبر الإنسان اللّه تبارك و تعالى وكيلا عنه، لكن التفويض يعني التسليم المطلق للّه تعالى. و في حياتنا العملية نرى أنّ الإنسان الذي يتخذ لنفسه وكيلا يواصل إشرافه على عمله. إلّا أنّه في حالة التفويض لا يبقى أي مجال لإشراف من أي نوع، بل تترك الأمور إلى من فوّضت إليه.

ثالثا: عالم البرزخ‌

«البرزخ»- كما يدل عليه اسمه- هو عالم يتوسط بين عالمنا هذا و العالم الآخر. و في القرآن الكريم يكثر الحديث عن العالم الآخر، و لكنّه قليل عن عالم البرزخ. و لهذا السبب هناك هالة من الغموض و الإبهام تحيط بالبرزخ، و بالتالي لا نعرف الكثير من خصائصه و جزئياته، و لكن عدم معرفة التفاصيل الجزئية لا تؤثر على أصل الاعتقاد بالبرزخ الذي صرّح القرآن بأصل وجوده.


[1]- بحار الأنوار، المجلد 68، صفحة 341.

[2]- سفينة البحار، المجلد الثّاني، صفحة 384، مادة «فوض».

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست