responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 210

و لكن بعد توالي الموت و الحياة لا يبقى مجال للإنكار، و قد يكون سبب تكرارهم للموت و الحياة، أنّهم يريدون القول: يا خالقنا الذي تملك الموت و الحياة، أنت قادر على أن تعيدنا إلى الدنيا مرة اخرى كي نعوّض ما مضى.

ذكر المفسرون عدّة تفاسير حول المقصود من قوله تعالى: أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ‌ و أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ‌ و من بين هذه التفاسير هناك ثلاثة آراء نقف عليها فيما يلي:

أوّلا: أن يكون المقصود من‌ أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ‌ هو الموت في نهاية العمر، و الموت في نهاية البرزخ. أمّا المقصود من‌ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ‌ فهي الإحياء في نهاية البرزخ و الإحياء في القيامة.

و لتوضيح لذلك، نرى أنّ للإنسان حياة اخرى بعد الموت تسمى الحياة البرزخية، و هذه الحياة هي نفس حياة الشهداء التي يحكي عنها قوله تعالى: بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ‌ [1]، و هي نفس حياة النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و الأئمّة من أهل البيت عليهم السّلام، حيث يسمعون سلامنا و يردون عليه.

و هي أيضا نفس حياة الطغاة و الأشقياء كالفراعنة الذين يعاقبون صباحا و مساء بمقتضى قوله تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا [2].

و من جانب آخر نعرف أنّ الجميع، من الملائكة و البشر و الأرواح، ستموت في نهاية هذا العالم مع أوّل نفخة من الصور: فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ‌ [3]. و لا يبقى أحد سوى الذات الإلهية (بالطبع على خلاف ما أوضحناه في نهاية الآية (86) من سورة الزمر بين موت و حياة الملائكة و الأرواح، و بين موت و حياة الإنسان).


[1]- آل عمران، الآية 169.

[2]- غافر، الآية 46.

[3]- الزمر، الآية 68.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست