الأعمال: وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ[1]. و عندها تكون
النتيجة: كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ
حَسِيباً[2]. لذلك
سيلوم هؤلاء أنفسهم بشدة و يتنفرون منها و يبكون على مصيرهم.
و هنا يأتي النداء: إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ
تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ.
و طبقا لهذا التّفسير تكون جملة: إِذْ
تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ بيانا لدليل شدة الغضب الإلهي عليهم [3].
بالطبع فإن كلا التّفسيرين مناسب، إلّا أنّ التّفسير الأوّل بلحاظ بعض الأمور-
أرجح.
عند ما يشاهد المجرمون أوضاع يوم القيامة و أهوالها، و يرون مشاهد الغضب
الإلهي حيالهم، سينتبهون من غفلتهم الطويلة و يفكرون بطريق للخلاص، فيعترفون
بذنوبهم و يقولون: قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ
أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ
سَبِيلٍ.
عند ما تزول حجب الغرور و الغفلة، و ينظر الإنسان بالعين الحقيقية، فلا سبيل
عندها سوى الاعتراف بالذنوب! إنّ هؤلاء كانوا يصرون على إنكار المعاد، و يستهزئون
بوعيد الأنبياء لهم،
[3]- طبقا للتفسير الأوّل تكون (إذ)
ظرفية و متعلقة ب «مقتكم أنفسكم» أمّا طبق التّفسير الثّاني فتعتبر (إذ) تعليلية و
متعلقة ب «مقت اللّه» و الجدير بالملاحظة أنّ المقتين الواردين في الآية أعلاه
يرتبطان بأربعة احتمالات هي:
الأوّل: أن يكون مكان الإثنين في يوم القيامة.
الثّاني: أن يكون مكانهما في هذه الدنيا.
الثّالث: أن يكون المقت الأوّل في الدنيا و الثّاني في الآخرة.
أما الرابع: فهو عكس الثّالث.
و لكن الأفضل وفقا للتفسير أعلاه أن يختص الأوّل بالآخرة. و الثّاني بالدنيا،
أو أن يختص الاثنان بالآخرة.