responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 209

الأعمال: وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ‌ [1]. و عندها تكون النتيجة: كَفى‌ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [2]. لذلك سيلوم هؤلاء أنفسهم بشدة و يتنفرون منها و يبكون على مصيرهم.

و هنا يأتي النداء: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ‌.

و طبقا لهذا التّفسير تكون جملة: إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ‌ بيانا لدليل شدة الغضب الإلهي عليهم‌ [3].

بالطبع فإن كلا التّفسيرين مناسب، إلّا أنّ التّفسير الأوّل بلحاظ بعض الأمور- أرجح.

عند ما يشاهد المجرمون أوضاع يوم القيامة و أهوالها، و يرون مشاهد الغضب الإلهي حيالهم، سينتبهون من غفلتهم الطويلة و يفكرون بطريق للخلاص، فيعترفون بذنوبهم و يقولون: قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى‌ خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ‌.

عند ما تزول حجب الغرور و الغفلة، و ينظر الإنسان بالعين الحقيقية، فلا سبيل عندها سوى الاعتراف بالذنوب! إنّ هؤلاء كانوا يصرون على إنكار المعاد، و يستهزئون بوعيد الأنبياء لهم،


[1]- التكوير، آية 10.

[2]- الإسراء، الآية 14

[3]- طبقا للتفسير الأوّل تكون (إذ) ظرفية و متعلقة ب «مقتكم أنفسكم» أمّا طبق التّفسير الثّاني فتعتبر (إذ) تعليلية و متعلقة ب «مقت اللّه» و الجدير بالملاحظة أنّ المقتين الواردين في الآية أعلاه يرتبطان بأربعة احتمالات هي:

الأوّل: أن يكون مكان الإثنين في يوم القيامة.

الثّاني: أن يكون مكانهما في هذه الدنيا.

الثّالث: أن يكون المقت الأوّل في الدنيا و الثّاني في الآخرة.

أما الرابع: فهو عكس الثّالث.

و لكن الأفضل وفقا للتفسير أعلاه أن يختص الأوّل بالآخرة. و الثّاني بالدنيا، أو أن يختص الاثنان بالآخرة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست