responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 208

تفعله ملائكة الرحمة من إكرام المؤمنين و الصالحين.

و يحتمل أن يكون هذا النداء من نوع التخاطب و التخاصم الذي يقوم بين الكفار في القيامة، لكن المعنى الأوّل أرجح كما يبدو، و على كلّ حال سينطلق هذا النداء يوم القيامة، كما أنّ الآيات اللاحقة شاهد على هذا المعنى.

«المقت» تعني في اللغة البغض و العداوة الشديدة. و هذه الآية تبيّن أن غضب اللّه تعالى على الكافرين هو أشد من عداوتهم لأنفسهم أمّا فيم يتعلق بمقت الكفار لأنفسهم، فهناك تفسيران:

الأوّل: يتمثل في ارتكاب هؤلاء في الحياة الدنيا لأكبر عداوة إزاء أنفسهم برفضهم لنداء التوحيد، فهم لم يهملوا مصابيح الهداية و حسب، بل عمدوا إلى تحطيمها. فهل ثمّة عداء للنفس أكثر من أن يغلق الإنسان أمامه أبواب السعادة الأبدية، و يفتح على نفسه أبواب العذاب.

و طبقا لهذا التّفسير يكون قوله تعالى: إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ‌ بيانا لكيفية مقت و عداوة الكافرون أنفسهم.

الثّاني: أن يكون المقصود بغضبهم و عدائهم لأنفسهم هو أن تصيبهم حالة من الألم و الندم الشديد عند ما يشاهدون يوم القيامة نتيجة أعمالهم و ما اقترفت أيديهم في هذه الدنيا، حيث ترتفع آهاتهم و صرخاتهم، و يعضون على أناملهم من الندم، و لات ساعة مندم يقول تعالى: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى‌ يَدَيْهِ‌ [1]. و يتمنون أن يكونوا ترابا: وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً [2].

و في ذلك اليوم تنفتح آفاق البصر: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [3] و تنكشف الأسرار و الحقائق الخفية: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ [4]. و في ذلك اليوم تنشر الصحف و تكشف‌


[1]- فرقان، الآية 27.

[2]- نبأ، الآية 40.

[3]- سورة ق، الآية 22.

[4]- الطارق، الآية 9.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست