responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 205

وَ تَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ‌ [1] و في آية اخرى نقرأ قوله تعالى: وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ.

من خلال مجموع هذه الموارد، و التعابير الأخرى الواردة في الأحاديث و الروايات الإسلامية، نستنتج بشكل واضح أنّ كلمة (العرش) تطلق على معاني مختلفة بالرغم من أنّها تشترك في أساس واحد.

فأحد معاني العرش هو مقام (الحكومة و المالكية و خلق عالم الوجود) إذ تلاحظ أنّ الاستخدام الشائع للعرش يدلل- من خلال الكناية- على سيطرة الحاكم على أمور دولته، فنقول مثلا: «فلان شلّ عرشه» و التعبير كناية عن انهيار قدرته و حكومته.

و المعنى الآخر من معاني العرش هو، «مجموع عالم الوجود» لأنّ كلّ الوجود هو دليل على العظمة.

و أحيانا يستخدم العرش بمعنى «العالم الأعلى» و الكرسي بمعنى «العالم الأدنى».

و يستخدم العرش أحيانا بمعنى (عالم ما وراء الطبيعة) و الكرسي بمعنى (مجموع عالم المادة) بما في ذلك الأرش و السماء، كما جاء في آية الكرسي:

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‌.

و لأنّ علم الخالق لا ينفصل عن ذاته المنزهة، لذا فانّ كلمة (عرش) تطلق أحيانا على «علم اللّه».

و إذا أطلق وصف (عرش الرحمن) على القلوب الطاهرة لعباد اللّه المؤمنين، فذلك يعود إلى أنّ هذا المكان هو محل معرفة الذات الإلهية المنزهة، و هو بحدّ ذاته أحد أدلة عظمته و قدرته جلّ و علا.

من كلّ ذلك يتضح أنّ كافة معاني العرش- التي وردت آنفا- توضح عظمة


[1]- الزمر، الآية 75.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست