responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 203

مسند منخفض). ثمّ استخدمت هذه الكلمة لتشمل (عرش) القدرة الإلهية.

و للمفسّرين و الفلاسفة و المناطقة كلام كثير حول المقصود بالعرش، و ما ينطوي عليه من معنى كنائي.

فأحيانا فسّروا العرش بمعنى (العلم اللامتناهي للّه تبارك و تعالى).

و اخرى قالوا بأن المعنى هو (المالكية و الحاكمية الإلهية).

و فسّروا العرش أيضا بأنّه إشارة إلى أي واحدة من الصفات الكمالية و الجلالية للّه تبارك و تعالى، لأنّ كلّ واحدة من هذه الصفات توضح عظمة منزلته جلّ و علا، كما أنّ عرش السلطان (و الأمثال تضرب و لا تقاس) يوضح عظمته.

فالخالق جلّ و علا يملك عرش العلم، و عرش القدرة، و عرش الرحمانية، و عرش الرحيمية.

و طبقا للتفاسير و الآراء الثلاثة هذه، فإنّ مفهوم (العرش) يعود إلى صفات الخالق جل و علا، و لا يعني وجود خارجي آخر له.

و في بعض الرّوايات الواردة عن أهل البيت عليه السّلام، ما يشير إلى هذا المعنى، ففي رواية عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه أجاب عند ما سئل عن معنى قوله تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‌ أنّ المقصود بذلك علمه تعالى شأنه‌ [1].

و في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السّلام أيضا أنّه فسّر (العرش) بأنّه «العلم» الذي كشفه و علّمه اللّه للأنبياء عليهم السلام، بينما (الكرسي) هو «العلم» الذي لم يعلمه لأحد و لم يطلع عليه أحد [2].

و بين أيدينا تفاسير اخرى استندت إلى روايات إسلامية، ففسّرت العرش و الكرسي بأنّهما موجودات عظيمة من مخلوقات اللّه تبارك و تعالى.

قالوا- مثلا- إنّ المقصود بالعرش هو مجموع عالم الوجود.


[1]- بحار الأنوار، المجلد 58، صفحة 28، الحديث رقم 46، 47.

[2]- المصدر السابق.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست