و موسى الكليم عليه السّلام يقول: رَبِّ بِما
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ.
أما سليمان عليه السّلام فيقول: رب هب لِي
مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي.
أما عيسى المسيح عليه السّلام فيقول:
رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ[1].
و الرّسول الأعظم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم يقول: رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ[2].
و على لسان المؤمنين نقرأ في أماكن متعدّدة كلمة «ربّنا» في فاتحة الدعاء، ففي
آخر سورة «آل عمران» نرى دعائهم: رَبَّنا ما
خَلَقْتَ هذا باطِلًا.
من خلال هذه النماذج و المواقف نستنتج أنّ أفضل الدعاء هو ما يبدأ بالربوبية
صحيح أنّ الاسم المبارك «اللّه» هو أكثر شمولية لأسماء الخالق، و لكن لارتباط
الحاجات بمقام الرّبوبية، هذا المقام الذي يرتبط به الإنسان منذ اللحظة الأولى من
وجوده و حتى آخر عمره، و تستمر بعد ذلك صفة الارتباط ب «الربوبية» التي تغرق
الإنسان بالألطاف الإلهية، لذا فإنّ ذكر هذه الكلمة في بداية الأدعية يعتبر أكثر
تناسبا من باقي الأسماء الأخرى [3].
رابعا: ما هو العرش الإلهي؟
لقد أشرنا مرارا إلى أن ألفاظنا- الموضوعة أصلا لتوضيح مشخصات الحياة
المحدودة- لا تستطيع أن توضّح عظمة الخالق، أو حتى أن تحيط بعظمة مخلوقاته جلّ و
علا، لهذا السبب فليس أمامنا سوى استخدام ألفاظ و معاني للكناية عن تلك العظمة.
و في طليعة الألفاظ التي يشملها هذا الوضع كلمة (العرش) التي تعني لغويا
(السقف) أو (السرير ذا المسند المرتفع) في قبال (الكرسي) الذي هو (سرير ذو