«الجدال» و «المراء» موضوعان وردا
كثيرا في الآيات القرآنية، و في الأحاديث و الرّوايات الإسلامية أيضا. و كتوطئة
للبحث ينبغي أولا أن نميّز أقسام الجدال (الجدال الإيجابي و الجدال السلبي) و ما
هو المقصود من كلّ واحد منها، و علائم كلّ واحد منها، و أخيرا أضرار «الجدال
السلبي» و كذلك عوامل الغلبة في «الجدال الإيجابي».
و في هذا الصدد أمامنا النقاط و العناوين الآتية:
أ- مفهوم «جدال» و «مراء»
«الجدال» و «المراء» و «الخصام» ثلاث
مفردات متقاربة من حيث المعنى، و في نفس الوقت يوجد ثمّة اختلاف بينها [1].
«الجدال» يعني في الأصل اللغوي لف
الحبل، ثمّ أخذ يطلق بعد ذلك على لفّ الطرف المقابل و النقاش الذي يتضمّن الغلبة.
«مراء» على وزن «حجاب» و تعني الكلام
في شيء ما فيه مرية أو شك.
أمّا «الخصومة» و المخاصمة فتعني في الأصل إمساك شخصين كلّ منهما للآخر من
جانبه، ثمّ أطلقت بعد ذلك على التشاجر اللفظي و الأخذ و الرد في الكلام.
و كما يقول العلامة المجلسي في (بحار الأنوار) فإنّ الجدال و المراء أكثر ما
يستخدمان في القضايا العلمية، في حين تستخدم المخاصمة في الأمور و المعاملات
الدنيوية.
و يحدّد بعضهم الاختلاف بنى الجدال و المراء في أنّ هدف المراء هو إظهار الفضل
و الكمال، في حين أنّ الجدال يستهدف تعجيز و تحقير الطرف المقابل.