responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 190

و قالوا أيضا في الفرق بينهما: إن الجدال في القضايا العلمية، و المراء أعم من ذلك.

و قالوا أخيرا: إنّ المراء ذو طابع دفاعي في قبال هجوم الخصم، بينما الجدال أعم من الدفاع و الهجوم.

ب: الجدال السلبي و الإيجابي‌

يظهر من الآيات القرآنية أنّ للفظ الجدال معاني واسعة، و يشمل كلّ أنواع الحديث و الكلام الحاصل بين الطرفين، سواء كان إيجابيا أم سلبيا، ففي الآية (125) من سورة «النحل» نقرأ أمر الخالق تبارك و تعالى لرسوله الكريم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم في قوله تعالى: وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‌.

و في الآية (74) من سورة «هود» نقرأ عن إبراهيم عليه السّلام: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَ جاءَتْهُ الْبُشْرى‌ يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ و الآية تشير إلى النوع الإيجابي من المجادلة.

و لكن أغلب الإشارات القرآنية حول المجادلة تشير إلى النوع السلبي منها، كما نرى ذلك واضحا في سورة «المؤمن» التي نحن بصددها، حيث أشارت إلى «المجادلة» بمعناها السلبي خمس مرّات.

و في كلّ الأحوال يتبيّن أنّ البحث و الكلام و الاستدلال و المناقشة لأقوال الآخرين، إذا كان لإحقاق الحقّ و إبانة الطريق و إرشاد لجاهل، فهو عمل مطلوب يستحق التقدير، و قد يندرج أحيانا في الواجبات.

فالقرآن لم يعارض أبدا البحث و النقاش الاستدلالي و الموضوعي الذي يستهدف إظهار الحق، بل حث ذلك في العديد من الآيات القرآنية.

و في مواقف معينة طالب القرآن المعارضين بالإتيان بالدليل و البرهان فقال:

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست