responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 169

الآية التّالية تتكون من أربع عبارات قصار غزيرة المعاني تنقل عن لسان أهل الجنّة السعادة و الفرح اللذين غمراهم، حيث تقول: وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ‌.

و تضيف في العبارة التالية وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ‌.

المراد من الأرض هنا أرض الجنّة. و استخدام عبارة (الإرث) هنا، إنّما جاء لكونهم حصلوا على كلّ هذه النعم في مقابل جهد قليل بذلوه، إذ- كما هو معروف- فإنّ الميراث هو الشي‌ء الذي يحصل عليه الإنسان من دون أي عناء مبذول.

أو أنّها تعني أن لكل إنسان مكان في الجنّة و آخر في جهنم، فإن ارتكب عملا استحق به جهنم فإن مكانه في الجنّة سوف يمنح لغيره، و إن عمل عملا صالحا استحق به الجنّة، فيمنح مكانا في الجنّة و يترك مكانه في جهنم لغيره.

أو تعني أنّهم يتمتعون بكامل الحرية في الاستفادة من ذلك الإرث، كالميراث الذي يحصل عليه الإنسان إذ يكون حرا في استخدامه.

هذه العبارة- في الواقع- تحقق عيني للوعد الإلهي الذي ورد في الآية (63) من سورة مريم‌ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا.

العبارة الثّالثة تكشف عن الحرية الكاملة التي تمنح لأهل الجنّة في الاستفادة من كافة ما هو موجود في الجنّة الواسعة، إذ تقول: نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ.

يستشف من الآيات القرآنية أن في الجنّة الكثير من البساتين و الحدائق و قد أطلقت عليها في الآية (72) من سورة التوبة عبارة جَنَّاتِ عَدْنٍ‌ و أهل الجنّة وفقا لدرجاتهم المعنوية يسكنون فيها، و أن لهم كامل الحرية في التحرك في تلك الحدائق و البساتين في الجنّة.

أمّا العبارة الأخيرة فتقول: فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ‌.

و هذه إشارة إلى أن هذه النعم الواسعة إنّما تعطى في مقابل العمل الصالح (المتولد من الايمان طبعا) ليكون صاحبه لائقا و مستحقا لنيل مثل هذه النعم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست