responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 13

و التّوبة، فكلّ هذه الأمور من اللّه و تحت تسلط قدرته. و سورة الحمد توضّح هذه الحقيقة، لأنّ قراءة العباد المستمر لهذه السورة في صلواتهم اليومية، تجعل العبد على اتصال مباشر مع البارئ، عزّ و جلّ، إذ أنّه يقرؤها و يطلب من اللّه- دون أي واسطة- حاجاته منه.

سبل الاستغفار و التوبة، و كذلك طلب العون من البارئ، عزّ و جلّ و ما ورد في الأدعية المأثورة، كلها تبيّن أنّ الإسلام لا يرى وجود واسطة في هذا الأمر، و هذه هي حقيقة التوحيد. حتى أن مسألة الشفاعة و التوسل بأولياء اللّه مشروطة بإذن البارئ عزّ و جلّ و سماحه، و هذا تأكيد على مسألة التوحيد.

و يجب أن تكون العلاقة هكذا، لأنّ اللّه سبحانه و تعالى أقرب إلينا من أيّ شي‌ء، كما يقول بذلك القرآن: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [1]، وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ‌ [2].

و بهذا الشكل فالبارئ، عزّ و جلّ ليس ببعيد عنّا، و لسنا بعيدين عنه كي تكون هناك حاجة للوساطة بين الطرفين، إنّه أقرب إلينا من كلّ قريب، و موجود في مكان و في أعماق قلوبنا.

و فقأ لهذا فإنّ عبادة الوسطاء من الملائكة و الجنّ و نظائرهم، أو الأصنام الحجرية و الخشبية، عمل باطل لا صحّة له، إضافة إلى أنّه يعدّ كفرا بنعمة اللّه، لأنّ الذي يهب النعم أجدر بالعبادة من تلك الموجودات الميتة، أو المحتاجة إلى الآخرين من أعلى رأسها إلى أخمص قدمها. لذا يقول القرآن المجيد في نهاية الآية: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ.

فلا يهديه إلى الطريق الصحيح في هذا العالم، و لا إلى الجنّة في العالم الآخر،


[1]- سورة ق، 16.

[2]- سورة الأنفال، 24.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست