responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 12

الوهمية- أي الملائكة و الجن و أمثالهم- هي التي خلقت هذا الكون و أوجدته‌ [1] و بالطبع فإنّ هناك أسبابا أخرى لعبادة الأصنام، و منها أنّ الاحترام الفائق الذي يكنونه في بعض الأحيان للأنبياء و الصالحين يتسبب في احترام حتى التمثال الذي ينحت أو يصنع لهم بعد وفاتهم، و مع مرور الزمن تأخذ هذه لتماثيل طابعا استقلاليا، و يتبدل الاحترام إلى عبادة، و لهذا فإنّ الإسلام نهى بشدّة عن صنع التماثيل.

و قد ورد في كتب التأريخ أنّ عرب الجاهلية كانوا يكنون احتراما فائقا للكعبة الشريفة و لأرض مكّة المكرّمة، و لهذا كانوا يأخذون معهم قطعة حجر صغيرة من تلك الأرض عند ما يذهبون إلى مكان آخر، و يضفون عليها الاحترام و التقديس، و من ثمّ يعمدون إلى عبادتها.

و ما ورد في قصة (عمرو بن لحي) التي جاء فيها، أنّ عمرا في إحدى رحلاته إلى بلاد الشام شاهد بعض مشاهد عبدة الأصنام، و في طريق عودته إلى الحجاز، اصطحب معه صنما من بلاد الشام، و منذ ذلك الحين بدأت عبادة الأصنام في الحجاز هذه القصّة لا تتعارض مع ما ذكرناه لأنّه يبيّن بعض جذور عبادة الأصنام، و هدف أهل الشام من عبادة الأصنام كان مأخوذا من أحد تلك الأمور أو نظائرها.

عبادة الأصنام- بأي شكل كانت- ما هي إلّا أوهام و خيالات لا صحة لها ترشحت من أفكار ضعيفة و عاجزة، حرفت الناس عن الطريق الرئيسي الأصيل لمعرفة اللّه.

و القرآن المجيد يؤكّد بصورة خاصّة على أنّ الإنسان يستطيع أن يتصل باللّه من دون أي واسطة، و أن يتحدث معه و يناجيه و يطلب منه حاجته، و يطلب العفو


[1]- تفسير الميزان، المجلد 17، الصفحة 247 مع بعض التغييرات.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست