لأنّه أو صد
بكلتا يديه أبواب الهداية أمامه، و لأنّ البارئ عزّ و جلّ يبعث فيض هدايته إلى من
يراه لائقا و مستعدا لاستقبالها، و لا يبعثها إلى الذين تعمدوا قتل الاستعدادات
الموجودة في قلوبهم و ذاتهم.
ملاحظة
الفرق بين
التنزيل و الإنزال:
في الآية
الأولى وردت عبارة تَنْزِيلُ الْكِتابِ،
و في الثانية عبارة أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ،
فما الفرق بين الإنزال و التنزيل؟ و ما المراد من تباين العبارتين في هاتين
الآيتين؟
كتب اللغة
تقول: إنّ كلمة (تنزيل) تعني نزول الشيء على عدّة دفعات، في حين أن كلمة (إنزال)
لها معنى عام يشمل النّزول التدريجي و النّزول دفعة واحدة [1].
قال بعضهم
إنّ لكل منهما معنى خاصا بها و أن (تنزيل) تعني- فقط- النّزول على عدّة دفعات، و
(إنزال) تعني- فقط- النّزول دفعة واحدة [2].
اختلاف
العبارتين المذكورتين أعلاه إنّما يعود إلى أن القرآن المجيد نزل بصورتين:
الأولى: نزل
دفعة واحدة على قلب النّبي محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في ليلة القدر في
شهر
[1]- مفردات الراغب مادة (نزل) و الفرق بين
الإنزال و التنزيل في وصف القرآن و الملائكة، أن التنزيل يختص بالموضع الذي يشير
إليه إنزاله مفرقا و مرّة بعد اخرى و الإنزال عام.
[2]- هذا الاختلاف ورد في التّفسير الكبير للفخر
الرازي نقلا عن آخرين.