responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 11

طريق الخلاص، و ضاعوا في طرق الشرك و الانحراف: وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‌، إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ‌ [1]، و هنا سيتّضح للجميع فساد أفكارهم و أعمالهم و بطلان عقائدهم ..

هذه الآية هي تهديد قاطع للمشركين في أنّ البارئ عزّ و جلّ سيحاكمهم في يوم القيامة، اليوم الذي تنكشف فيه الالتباسات و تظهر فيه الحقائق، ليجزوا و يعاقبوا على ما ارتكبوه من الأعمال المحرّمة، إضافة إلى فضيحتهم أمام الجميع في ساحة المحشر.

منطق عبدة الأصنام واضح هنا، فأحد أسباب عبادة الأصنام هي أنّ مجموعة كانت تزعم أنّ اللّه سبحانه و تعالى أجلّ من أن يحيط به الإدراك الإنساني من عقل أو وهم أو حس، فهو منزّه عن أن يكون موردا للعبادة مباشرة، فلذا قالوا: من الواجب أن نتقرّب إليه بالتقرب إلى مقربيه من خلقه، و هم الذين فوض إليهم تدبير شؤون العالم، فنتخذهم أربابا من دون اللّه ثمّ آلهة نعبدهم و نتقرب إليهم ليشفعوا لنا عند اللّه و يقربونا إليه زلفى، و هؤلاء هم الملائكة و الجن و قد يسو البشر.

و لما أحسّوا بأن ليس باستطاعتهم الوصول إلى أولئك المقدسين، بنوا تماثيل لهم، و أخذوا يعبدونها، و هذه التماثيل هي نفسها الأصنام، و لأنّهم كانوا يزعمون أن لا فرق بين التماثيل و أولئك المقدسين و أنّ لهما نوعا من التوحّد، لذا عمدوا إلى عبادة الأصنام و اتخاذه آلهة لهم.

و بهذا الشكل فإنّ الأرباب في نظرهم، هم أولئك الذين خلقهم اللّه و قربهم إلى نفسه، و فوض إليهم تدبير شؤون العالم حسب زعمهم، و كانوا يعتبرون البارئ عزّ و جلّ هو (رب الأرباب) و هو خالق عالم الوجود، و من النادر أن يوجد من الوثنيين من يقول بأن هذه الأصنام المصنوعة من الحجر و الخشب، أو حتى آلهتهم‌


[1]- من الواضح أنّ في الآية المذكورة أعلاه و قبل عبارة ما نَعْبُدُهُمْ‌ جملة تقديرها «و يقولون ما نعبدهم».

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست