responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 114

هل ييأس الإنسان عند المصيبة و يغترّ و يطغى عند النعمة؟

هل أنّه يزداد تفكيرا باللّه عزّ و جلّ عند ما يحاط بهذه النعم، أم أنّه يغرق في ملذات الدنيا؟

هل ينسى ذاته، أو أنّه يلتفت إلى نقاط ضعفه و يعود إلى ذكر اللّه أكثر؟

ممّا يؤسف له أنّ أكثر الناس مبتلون بالنسيان، و غير مطلعين على الحقائق التي تكررت مرات عديدة في آيات القرآن المجيد، و هي أنّ العزيز الحكيم يجعل الإنسان أحيانا محاطا بالمشاكل و الابتلاءات الشديدة، و أحيانا يغدق عليه النعم، و ذلك ليمتحنه و يرفع من شأنه و ليعرفه بأن كلّ شي‌ء في هذه الحياة هو من اللّه سبحانه و تعالى.

و من الطبيعي أنّ الشدائد تهي‌ء الأرضيه لتفتتح الفطرة، كما أنّ النعم مقدمة للمعرفة (و في هذا الخصوص أوردنا بحثا آخر في تّفسيرنا الأمثل في نهاية الآية (65) من سورة العنكبوت).

و ممّا يدعوا إلى الانتباه تأكيد الآية على كلمة (إنسان) التي عرفته بأنّه كثير النسيان و الغرور، و هذه إشارة إلى الذين لم يتربوا وفق ما جاء في الشرائع و السنن الإلهية، و الذين لم يكن لهم أيّ مربّ و مرشد .. الذين أطلقوا لشهواتهم العنان و استسلموا لأهوائهم، نعم فهؤلاء هم الذين يلجؤون إلى البارئ عزّ و جلّ كلّما مسّهم الضرّ و كلمّا ابتلوا بالشدائد و المحن، و لكن عند ما تهدأ أعاصير الحوادث و يشملهم لطف البارئ و عنايته، ينسونه و كأنّهم لم يدعوه إلى ضرّ مسّهم. و لمزيد من الاطلاع راجع موضوع: الإنسان في القرآن الكريم. في نهاية الآية (12) من سورة يونس.

و تضيف الآية التالية قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى‌ عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ‌ [1].


[1]- ضمير (قد قالها) راجع إلى القول السابق باعتبار أنّه مقالة أو كلمة، و المراد منها عبارة إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى‌ عِلْمٍ‌.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست