responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 89

يَقْدِرُونَ عَلى شَي‌ءٍ مِمَّا كَسَبُوا ...».

فالذي ينفق مع منّ واذى (كالكافر المرائي) انفاقه غير مقبول عند الله؛ لأنَّ الإيمان هو شرط القبول، ومثل هذين (أي المان والمؤذي من جهة والكافر المرائي من جهة اخرى) كمثل صفوان، أي قطعة من الحجر تراكمت عليها طبقة من التراب بحيث تبدو صالحة للزراعة، فاذا بوابل (مطر) يصيبها ليكشف عن واقعها الصلد المتحجر وعدم صلاحيتها للزراعة، فيجدون أنفسهم‌ «لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَي‌ءٍ» فذهبت مساعيهم هباءً؛ لأنَّ عَملهم لم يكن عن علم ومعرفة بل كان بناءً على النظر إلى الظاهر لا الباطن والعمق.

الغيث نعمة يمكنه أنْ يروي المزارع وينمي البذور، كما يمكنه ان يدمر الزرع. كذلك سائر آيات الله فهي تفيد المؤمنين والصالحين من بركاتها، كما تفضح وتضل الكافرين والمنافقين.

إنَّ كلفة وزحمة المزارع الذي يزرع بذور الاخلاص والمزارع الذي يزرع بذور الرياء واحدة لكنَّ حاصل الزرعين ليس واحداً، فاحدهما يحصل على سبعمائة ضعف والاخر قد لا يحصل على ادنى شي‌ء بل يفقد كل ما كان لديه.

خطابات الآية

1- خطابات القرآن المجيد غالباً ما تكون عامة (يا أيُّها النَّاس) و (يا بَنِي آدَمَ) و (يا أيُّها الإنْسَانُ) و (يَا أيُّها الَّذِين آمَنُوا) وهذا يعني تعميم خطابات القرآن لجميع البشر مهما كان جنسهم ومهما كانت قوميتهم، ولذلك لا نجد في خطاباته عبارات من قبيل: (يا أيُّهَا العَرَبُ) أو (يا قريش) وما شابه ذلك.

هذه الخطابات تتضمن نقطة ظريفة وهي عولمة الدين الاسلامي، أي ان الإسلام دين لا يختص بقوم أو بلدٍ أو قبيلة أو جنس بل هو للجميع اينما وجدوا.

2- إنَّ الرياء والتظاهر عمل لا أساس له ولا تواصل، والمترائي والمتظاهر يحكم عليه بالفضيحة؛ وذلك لأنَّ كلّ وقتٍ يحتمل أنْ طروّ ظاهرة تكشف عن وجه الحقيقة، كما كشف الوابل في الآية عن حقيقة الصخرة المتحجرة.

3- إنَّ الذين ينفقون مع المنِّ والأذى كالحجارة وقلوبهم بشدة الحجارة. وما يلفت‌

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست