responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 90

الانتباه هنا هو أنَّ المطر اللطيف يكشف عن قسوة قلوب هؤلاء وطبيعتهم. إنَّ الغيث يروي البذرة لتنمو، لكن دوره هنا هو تدمير هذه البذرة. إنَّ الغيث من الآيات الالهية تنفذ في قلب المترائي فتغسل فيه طبقة الرياء وتكشف عن صلابة القلب، ليفتضح صاحبه.

4- انّ المترائين والمنفقين، الذين يمنون، لا يحصلون على ثمرة من جرّاء عملهم هذا، كما هو الحال بالنسبة للمزارع الذي ينثر البذور في الارض الصلبة فانه يفقد بذوره كما تذهب مساعيه هباء، وفي النهاية لا يحصل على أي ثمرة، كذا المنفق مع الرياء فهو لا يحصل على أي ثواب كما يفقد المال المنفق.

5- بناء على التفكير الفلسفي لاكثر المدارس، وبناء على ما يعتقده عامة الناس، فإنَّ المال شي‌ء ثمين، والغنى يُعدُّ من القيم. وحسب ما يرى الإسلام- مع الاخذ بنظر الاعتبار اهمية المال ودوره في الحياة الدنيا- فإنَّ مفاهيم مثل الايمان والايثار والشهادة و .. لها قيمة اكبر من المال. ومن جملة تلك القيم التي يعتقد بها الإسلام هي احترام الانسانية وحفظ حرمة المؤمن وكرامته.

وعلى هذا، هل يمكن عدُّ عمل الشخص، الذي يمنح مبلغاً لمسكين أمام أعين الناس ويُذهب بذلك اعتباره وماء وجهه، صدقة أو انفاقاً؟ وهل من الصحيح أنْ يتوقع هذا الشخص الأجر والثواب من الله؟

من المؤسف أنَّ نظام القيم للمذاهب المادية هو المال، ومظهره الراهن هو الدولار، وهو بامكانه ان يبرر كل شي‌ء حتى الجرائم التي ترتكب في حق الإنسانية.

من تلك الجرائم هو مبايعة الإنسان وبخاصة البنات والبنين الصغار، فإنَّ دلالي البشر يقومون بشراء البنات والبنين من الدول الفقيرة وبخاصة الشرقية بابخس قيمة ثم يبيعونهم في الدول الغربية المدافعة عن حقوق البشر بمبالغ باهضة. وقد يساء استخدام هؤلاء الاطفال بقطع اعضائهم وزرعها في أجسام بعض المتمولين في العالم الغربي، كما قد يستخدمون لاغراض جنسية وتجارية.

ومن جملة اجراءات الغربيين التي بررتها دولاراتهم هي (الديمقراطية) التي تشكل البنية الاساس لدعوى حقوق البشر عندهم، فقد تم المعاملة على هذه القضية بالدولارات. ومثل‌

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست