responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 88

ليس المنّ والاذى هما الوحيدان اللذان يبطلان الصدقة، بل قطع كلام الفقير الذي يريد حكاية حاله ومشاكله أيضاً أمر غير صحيح ومرفوض.

جاء في رواية: «لا تقطعوا على السائل مسألته، فلولا أنَّ المساكين يكذبون ما افلح من ردهم». [1]

لا بأس هنا ان نبتّ بتوضيح مفردة (المنّ). إنَّ أصل هذه المفردة هو (مَن) وهو وزن خاص، وقد استخدمت هذه المفردة للاشارة إلى المعنى المراد في الآية؛ لأجل أنَّ الشخص المانَّ يحمِّل الممنون عليه عبئاً وثقلًا يشعر به.

من جانب آخر، فإنَّ انعام الشخص على آخر يقال له (منّ) وهو على قسمين:

الأول: المنّ العملي بأنْ ينعم شخص عملياً على شخص اخر، وهذا أمر مستحسن.

الثاني: المنّ الادعائي بان ينعم شخص على اخر بالقول دون العمل، فهو عملياً لم ينعم عليه أبداً. وقد استخدمت هذه المادة في القرآن المجيد عشرين مرة.

من موارد استخدام هذه المادة هو ما جاء في الآية 17 من سورة الحجرات: «يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أنْ أسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَىَّ إسْلَامَكُم بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُم أنْ هَدَاكُم للإيمَانِ».

فالمنُّ الاول في الآية هو منٌّ إدعائي، وذلك لأنّ الاعراب لم يمنوا على النبي بأي نعمة. فإنَّ المريض إذا جاء طبيباً وطلب منه الدواء فكتب الطبيب الدواء له وشفى من جرّاء استخدام هذا الدواء، فهل هذا يعني انعام المريض ومنه على الطبيب؟!

أمّا المنُّ الثاني في الآية فهو مَنٌّ عَمَلَيٌ؛ وَذلك لأنّ الله أنعم عليهم نعمة الإسلام، فَمَنَّ عليهم بهذا العطاء.

وعلى هذا، فالمَنّ الصادر من الله يعني البذل والعطاء أو المنّ العملي، أمّا المنّ الصادر من الإنسان فيحتمل كلا المعنيين العملي والإدعائي. والمنّ الأول في الآية هو منّ ادعائي وقولي.

ثم تمثل الآية هؤلاء الاشخاص بقطعة من الحجر وتقول: «... كالّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ باللهِ واليَومِ الآخر فَمَثَلهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فأصَابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لَا


[1] وسائل الشيعة ج 6، ابواب الصدقة الباب 22، الحديث 3.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست