responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 484

الإيمان ويصنّفون مع المؤمنين ويؤدون العبادات، لكن قلوبهم تخلو من الإيمان أو فيها إيمان سقيم‌ [1].

وقد ورد هذا المعنى في الروايات الاسلامية، فقد ورد في واحدة منها أن اللَّه خاطب عيسى‌ بن مريم عليه السلام بالخطاب التالي:

«يا عيسى‌ ليكن لسانك في السرِّ والعلانية لساناً واحداً وكذلك قلبك، إنّي احذّرك نفسك، وكفى‌ بي خبيراً، لا يصلح لسانان في فمٍ واحدٍ ولا سيفان في غَمَدٍ واحد ولاقلبان في صدرٍ واحدٍ» [2].

على أي حال، النفاق هو أن يكون للانسان وجهان وظاهر يضاد الباطن، ولا يمكن للانسان أن يتطهّر منه بالكامل إلَّاأنْ يتَّحد ظاهره مع باطنه ويتطابقا.

اللهم، أعنَّا على هذا الأمر الخطر.

2- أخطار النفاق‌

خطر المافقين في كل مجتمع أشد من أي خطر آخر، وخطر الأعداء الذين يعلنون الحرب أقل بكثير من خطر المنافقين ذوي الوجهين؛ لأن الانسان عندما يتعرَّف على أعدائه يستعد لمواجهتهم ويتّخذ الإجراءات اللازمة ضدهم، أمَّا الأعداء الذين تقمّصوا الصداقة فإنَّهم يباغتون الانسان ويهجمون عليه قبل أن يستعد للمواجهة.

وهذا هو سبب كون خطر المنافقين أكثر وأشد من غيرهم من الأعداء. وإذا راجعنا تاريخ‌


[1] بالطبع، للنفاق درجات، فبعضها شديدة ويمكن تمييزها ببساطة، وبعضها الآخر خفيفة يصعب تمييزها حتى على ذات الشخص، وفي هذا المجال وردت روايات عديدة نشير إلى اثنين منها:

الف: في رواية لافتة يقول الرسول صلى الله عليه و آله: «مَن خالفت سريرته علانيته فهو منافق كائناً من كان» ميزان الحكمة، الباب 3932، الحديث 20290، والعموم الذي تفيده الرواية ممَّا يثير التأمل.

باء: وفي رواية لافتة أُخرى يقول أمير المؤمنين عليه السلام: «أشدّ الناس نفاقاً مَن أمر بالطاعة ولم يعمل بها ونهى‌ عن المعصية ولم ينته عنها» ميزان الحكمة، الباب 3933، الحديث 20294، وهذه الرواية بمثابة التحذير للكُتّاب والخطباء وكل من تولَّى‌ شؤون الاعلام والتبليغ.

[2] ميزان الحكمة، الباب 3936، الحديث 20299.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 484
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست