وهذا الحديث يكشف عن سبب اعتبار الآية المنافقين الأعداء الأصليين بصراحة.
«قَاتَلَهُمْ
اللَّهُ أنَّى يُؤفكُونَ».
بعد ما بيَّن اللَّه الصفات الثلاث للمنافقين يشير إلى خطرهم البالغ ويعتبرهم
أعدا المسلمين الأصليين يدعو عليهم بأن يقاتلهم اللَّه مثلما انحرفوا وضلوا
وأضلّوا الآخرين [1].
إذن، ينبغي التعرُّف على المنافقين من خلال ما تقدَّمت الاشارة إليه من صفات
وعلائم، وبعد التعرُّف عليهم ينبغي الاجتناب عنهم، وبخاصة في زماننا الحاضر، حيث
أصبح خطرهم أكبر ونشاطاتهم أوسع وأكثر تعقيداً.
خطاب الآية
معيار النفاق
إذا وجدت ضميرك لا يهتز بسماع آيات القرآن.
وإذا وجدت نفسك لا تخطو نحو الأعمال الصالحة ولا تبتعد عن الأعمال السيئة
عندما تقرأ آيات الثواب والعقاب الإلهي.
وإذا وجدت نفسك لا تتأثر بكلام الحق وتستمر في طريق الباطل فاعلم أن فيك رساً
من النفاق قد نفذ في قلبك جعلك تخطو في طريق المنافقين.
نعم، إنَّ المنافقين كالخشب المسنَّدة وكل من تشبَّه بهم صُنِّف معهم.
[1] ممَّا يلفت أن التعبير بقاتلهم
اللَّه استخدم مرّتان في القرآن فقط، أحدهما: فيما نحن فيه، والآخر: في الآية 30
من سورة التوبة، وقد استخدم هناك في حق اليهود والنصارى، وهل هناك علاقة بين
المنافقين واليهود والنصارى المنحرفين؟