نعم، لو أن هذا القرآن كان قد نزل على الجبال لتلاشت، لكن الانسان الغافل
يسمعه يُتلى على لسان الرسول صلى الله عليه و آله ثلاثة وعشرين عاماً، وقلبه لا
يتأثر به، وكأنَّه أقسى من الحجر.
وردت نظريتان في تفسير الآية الشريفة:
الاولى: لو كان للجبال عقل وإحساس وقابلية للاستيعاب
والفهم وأنزلنا عليها هذا القرآن لخشعت، أي أنَّ الآية قضية شرطية لتنبيه الانسان،
وأنَّ المفروض بالانسان أن يخشع قلبه للقرآن إذا كان له عقل، لكنَّه لا يخشع
للقرآن ولا يخضع له لماذا [2]؟
الثانية: الآية ليست قضية شرطية بل حقيقة؛ لأن لجميع
الموجودات إدراكاً وإحساساً يناسبه [3]. وهذا المعنى انعكس في آيات عديدة، منها: الآية الاولى
من سورة التغابن، إذ جاء هناك: