responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 104

إذا راجعك محتاج وسألك شيئاً واجبته بهذا: (أعتذر، لا يمكنني اعانتك) أي ترده باحترام فذلك افضل من أن تنفق له مع أذية ومنة بأن تقول له: (لا اراك بعد هذا) أو (خذ هذا لتريحني من شرك).

إنَّ هذه الأخلاقية الرفيعة في الإنفاق تلاحظ عند المعصومين بشكل واضح، فقد قيل في الإمام السجاد عليه السلام: إذا اعطى السائل قبَّل يده، فقيل له لِمَ تفعل ذلك؟ قال: «لانها تقع في يد الله قبل يد العبد». [1]

كم هو الفرق بين الانفاق المخلص والمتزامن مع الأدب والاحترام الوافر، والانفاق الذي يتم عن رياء وتحقير.

3- التعجيل في دفع الصدقة

لا ينبغي التأني والتواني الوافر والوسوسة عند دفع الصدقة تقرباً لله تعالى؛ لأنّ الشيطان في ذلك الزمن يسعى كثيراً لمنع الإنسان من دفع الصدقة، يقول الله تعالى في الآية 268 من سورة البقرة: «الشَيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ ويَأمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ واللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيْمٌ».

إنَّ الشيطان يوسوس للانسان بشتى الطرق، فهو يقول مثلًا: (فكِّر بمستقبل أطفالك، وبأيام شيبك وحافظ على أموالك لذلك الحين). هذا لأجل صرف الإنسان عن الانفاق، بينما الله يعد بالمغفرة وبارجاع المال المنفق.

وقد تعارف بين الناس أنَّ الشيطان يتعلق بيد الإنسان عندما يريد الاخير بذل المال؛ وذلك لمنعه عن البذل. وهذا اشارة أخرى إلى الآية الشريفة.

ومن المثير أنَّ القرآن لم يستخدم كلمة (الفقر) [2] الا في هذه الآية، وقد نسبه إلى الشيطان.

مَن كان يرزقك عندما كنت جنيناً في ظلمات ثلاث؟ الله هو الرازق، وهو بنفسه سيكون‌


[1] وسائل الشيعة 6: 303.

[2] أمّا مشتقات هذه الكلمة فقد استخدمت اربعة عشر مرة في القرآن.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست