وقد قيل في الزهراء عليها السلام: انها عندما ذهبت إلى بيت زوجها للعرس صادفت
في الطريق محتاجاً سألها الاعانة، فبذلت له ثوب عرسها رغم انها كانت تحمل ملابس
رثة وزائدة. [2] لا يمكن
العثور في كل التاريخ على انفاق خالص مثل ما صدر من الزهراء عليها السلام فهي شابة
في مقتبل العمر تنفق ملابس عرسها رغم ان بامكانها انفاق ما كان عندها من ملابس
زائدة أخرى.
وذلك مصداق حقاً للاية الشريفة السابقة.
يمكننا العثور على انفاق من هذا القبيل صدر من المعصومين عليهم السلام، فإنَّ
الإمام علي عليه السلام انفق خاتمه لفقير وهو راكع في صلاته، وقد نزلت في هذا
الشأن الآية 55 من سورة المائدة. [3]
وفي حال الامام علي عليه السلام ينقل انه كان يشتري قميصين، ويخير قنبر غلامه
في انتخاب احدهما ويترك الاخر له. [4]
وقد قال الامام الصادق عليه السلام في رواية له: «ما من شيء إلّا وكِّل به
ملك إلَّا الصدقة فانها تقع في يد الله تعالى». [5]
وهل من المناسب واللائق للانسان ان يبذل اموالًا لا يحبها تصل مباشرة بيد
الله؟!
2- الانفاق في غاية الادب
إنَّ الأدب ضروري عند البذل والانفاق، وينبغي السعي آنذاك لاجل حفظ ماء وجه
وشخصية المحتاج، يقول القرآن المجيد: «قَوْلٌ
مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أذَىً ...».[6]