responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 301

و تناولت‌ «الآية الخامسة»، إفرازات و نتائج، الإعراض عن ذكر اللَّه تعالى في حركة الإنسان، قال تعالى: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى‌».

فعذابهم بالدّنيا أنّهم يعيشون ضنك العيش، وفي الآخرة العمى، و فَقد البَصر!.

فضنك العيش، ربّما يكون بتضييق الرّزق على من يعيش الغفلة عن ذكر اللَّه تعالى، أو ربّما بإلقاء الحرص على قلب الغني، فيتحرك في تعامله مع الآخرين، من مَوقع الطّمع و البُخل، فلا يكاد يُنفق درهماً في سبيل اللَّه، ولا يعين فقيراً ولو بشقّ تَمرةٍ، فيكون مِصداق حديث أميرالمؤمنين عليه السلام، حيث يقول: «يَعِيشُ فِي الدُّنيا عَيْشَ الفُقَراءَ وَيُحاسَبُ فِي الآخِرَةِ حِسابَ الأَغِنياء» [1].

ففي الحقيقة أنّ أغلب الأغنياء وبسبب حرصهم الشّديد على النّفع المادي، يعيشون في حالة قلقٍ دائمةٍ، و لا ينتفعون من أموالهم بالقدر الكافي، وتكون عليهم حسرات في الدّنيا و الآخرة.

ولكن لماذا يُحشر أعمى؟

وَ لَربّما لِتشابُه الأحداث هناك، مع الأحداث في الدنيا، فالغافل عن ذكر اللَّه تعالى في الدنيا، و لإعراضه عن الحقيقة و آيات اللَّه تعالى، و تَجاهله لدواعي الحقّ و الخير في باطنه، فإنّه لا يرى الحقّ بعين البصيرة، في حركة الحياة والواقع، و لذلك سوف يُحشر أعمى في عَرصات القِيامة.

كيف يكون ذِكر اللَّه؟

فسّرت الكثير من الرّوايات الإسلاميّة، ذِكر الباري تعالى: «بالحج»، وَ وَرد في البعض الآخر، أنّ الذّكر هنا: بمعنى الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام.

و الحق أنّ الإثنين هما مِصداقان من مَصاديق ذكر اللَّه تعالى، فالحجّ هو مجموعةٌ من‌


[1]. بحار الأنوار، ج 69، ص 119.

اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست