responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 302

الأعمال و السّلوكيات، تذكّر باللَّه تعالى، و كذلك علي عليه السلام، فذِكره و النّظر إليه عبادةٌ، تُعمّق في الإنسان روح الإيمان، و تُذكّره باللَّه تعالى.

«الآية السّادسة»: خاطبت الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، من موقع النّهي عن طاعة الأشخاص الذين يعيشون في غفلةٍ، وحثّته على معاشرة الّذين يذكرون ربّهم، صباحاً و بِالغَداة و العَشِي، ولا يريدون إلّااللَّه تعالى، فقال تعالى‌:

«وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً».

و من المعلوم أنّ اللَّه سبحانه و تعالى، ما كان ليعذّب أحداً بالغفلة عن ذكره، بل لأنّ مثل هؤلاء الأشخاص، ينطلقون في تعاملهم مع الحقّ، من موقع العناد و الّتمرد و التّكَبّر و التعصّب لِلباطل.

و بناءاً عليه، فإنّ القصد من الإغفال هو سلب نعمة الذّكر منه، لِيلاقي جزاءه في الدّنيا قبل الآخرة، و لهذا، فإنّ ذلك لا يستلزم الجَبر.

و لا نرى أحداً من هذه الجماعة، إلّامُتّبعاً لِهواه، مُتّخذاً سبيل الإفراط و التَّفريط في كلّ فعاله، لذلك تعقّب الآية قائلةً: «وَآتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً».

و يُستفاد من هذه الآية، أنّ الغفلة عن ذِكر اللَّه تعالى، تؤثّر سلباً في أخلاق وروح الإنسان، و تُؤدّي به إلى وادي الأهواء، و تجرّه إلى منحدرِ الأنانية.

نعم، فإنّ روح و قلبَ الإنسان، لا يسع إثنان، فإمّا «اللَّه تعالى»، و إمّا «هوى النّفس»، و لا يمكن الجمع بينهما.

فالهَوى هو مصدر الغَفلة عن اللَّه تعالى، و خلقه، و سَحق جميع القِيم و الاصول الأخلاقية، و بالتّالي فإنّ هَوى النّفس، يغرق الإنسان في عُتمة ذاته الضّيقة، و يُعمي بصره عن كلِّ شي‌ءٍ يدور حوله في واقع الحياة، والإنسان الذي يتحرّك من موقع الهَوى، لا يرى إلّاإشباع شَهواته،

اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست