responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 300

وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي».

و الحقيقة أنّ الآية ذكرت، أنّ الهدف والفلسفة الأصليّة للصّلاة، هي ذكر اللَّه تعالى، و ما ذلك إلّالأهميّة الذّكر، في حركة الإنسان المنفتحة على اللَّه تعالى، و خُصوصاً أنّها ذكرت مسألة الصّلاة، و ذكر اللَّه بعد بحث التّوحيد مباشرةً.

«الآية الرابعة» خاطبت الأخوين موسى و هارون عليهما السلام، من موقع نَصبهما لِمقُام النّبوة و السّفارة الإلهيّة، وأمرتهما بمحاربة قوى الإنحراف و الزّيغ، و التّصدي لفرعون و أعوانه:

«اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي».

فالأمر بذكر اللَّه تعالى و عدم التّواني فيه، لِلوقوف بوجه طاغية: مثلَ فِرعون، هو أمرٌ يحكي عن دور الذّكر و أبعاده الوسيعة، و أهميّته الكبيرة في عمليّة السّلوك إلى اللَّه تعالى، فذِكر اللَّه يمنح الإنسان عناصر القّوة و الشّجاعة، في عمليّة مواجهة التّحديات الصّعبة، لِلواقع المُنحرف.

وَ وَرد في تفسير: «في ظِلال القرآن»، في مَعرض تفسيره لهذه الآية، قوله: (إنّ اللَّه تعالى أمر موسى و هارون عليهما السلام، أن اذكروني، فإنّ ذِكري، هو سِلاحكم و وسيلتكم لِلنجاة» [1].

و بعض المفسّرين فسّروا كلمة «الذّكر»، الواردة في الآية، بإبلاغ الرّسالة، و قال البعض الآخر، أنّها مطلق الأمر بالذّكر، و قال آخرون: إنّها ذِكر اللَّه تعالى خاصّةً، و الحقيقة أنّه لا فرق بين التّفسيرات الثّلاثة، و يمكن أن تجتمع كلّها في مفهوم الآية.

و من المعلوم أنّ الرّسول الأكرم صلى الله عليه و آله، و لِاجل أن يستمر في إبلاغ الرّسالة، و التّحرك في خطّ الطّاعة و التّصدي لقوى الباطل و الإنحراف، عليه أن يستمد القوّة و القدرة من ذكر اللَّه تعالى، و التّوجه إليه في واقع النّفس والقلب.


[1]. في ظِلال القرآن، ج 5، ص 474.

اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست