يفيد منطق القرآن الكريم ونهج الأئمّة الأطهار عليهم السلام أنّ لكل مسلم الحق
في تحري أسرار وفلسفة الأحكام. إلّاأنّ هذا لا يعني أن نعرض بعض الأمور التي تساور
أذهاننا كفلسفة لحكم دون أيّة ضابطة ودليل. ذلك أنّ الكلام العبثي في الواقع عبارة
جافة ومقيتة. إذن كيف نتعامل مع هذه القضية؟ ما يجدر ذكره أنّ إمتثال الأحكام
الشرعية كما نعلم لا يضيف شيئاً إلى جلال اللَّه وكبريائه ولا تحط المعصية من
عظمته، كما قال أمير المؤمنين على عليه السلام: «لا تضرّه معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من اطاعه». فهو مطلق الوجود، وكل ما لدينا منه، وهو الغني عن كل شيء، وكل ما يأتينا من
خزائنه وبمقدار معين كما يراه: «وَإِنْ مِنْ
شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ
مَعْلُومٍ»[1] فهل يسع
القطرة أن تضيف شيئاً إلى البحر، أم هل يسع مرآة صغيرة إفاضة الضوء على الشمس.
وعليه فإن كانت هنالك من فائدة في هذه الأحكام فهي لنا.
ومن جانب آخر لسنا جسماً فقط ليكون كل حكم من اللَّه لتربية أجسامنا وصحتنا،
ولا روحاً فقط ليكون الهدف المعنوي هو فلسفة تشريعها. بل نحن جسم وروح والأحكام
تتعامل معهما. وعليه فنحن نتحرّى الفوائد الطبية أو الموانع الاقتصادية والمادية
في