responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 64

تتنافى مع حضور القلب في الصلاة لأمير المؤمنين عليه السلام.

الجواب: أوّلًا: إن السائل بعد أن تملكه اليأس من الحصول على مساعدة الأصحاب توجه إلى اللَّه تعالى بالشكاية و شرع بالقول‌ «اللّهُمَّ أشهد ....» و عليه فإنّ هذا الكلام و ذكر اسم اللَّه ألفت نظر الإمام عليّ إلى وجود السائل، و هذا لا يتقاطع مع حضور قلبه و استغراقه في عالم العبودية في الصلاة.

مضافاً إلى ذلك ألا يعقل أن يسمع المأموم في صلاة الجماعة صوت المكبّر أو صوت الإمام ليتابعه في أعمال الصلاة؟ إذا لم يكن يسمع ذلك فكيف يمكنه الاقتداء به في الصلاة؟

و إذا كان يسمع فهل يعني هذا أن حضور القلب غير ممكن في كلّ صلاة جماعة؟

ثانياً: هل أن سماع صوت السائل الذي ورد التعبير عنه في الرواية الشريفة بأنه رسول من اللَّه فيه إشكال؟ إن سماع صوت الرسول الإلهي كيف يتقاطع مع حضور القلب في الصلاة؟ [1]

ثالثاً: أ لا يكون سماع صوت المظلوم وحل مشكلته حتّى في أثناء الصلاة من العبادة؟ [2] فلو كان هذا العمل عبادة فالإمام عليّ عليه السلام قد يستغرق في هذه العبادة و يأتي بها من دون أن يكون هناك إشكال في البين بل هي عبادة ضمن عبادة.

أمّا ما يمكن أن يكون محل إشكال هو التوجّه إلى النفس و الذات الفردية أثناء العبادة و الصلاة، و أمّا التوجّه إلى المظلوم و قضاء حاجته الذي يعد في نفسه عبادة فلا إشكال فيه.

و النتيجة هي أن هذا الإشكال مردود أيضاً، و في الحقيقة أن هدف المغرضين من طرح هذا الإشكال و الإشكالات الاخرى هو تهميش هذا العمل و تضعيف دلالة الآية الشريفة


[1] ورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: «إن المسكين رسول اللَّه إليكم فمن منعه فقد منع اللَّه، و من أعطاه فقد أعطى اللَّه» (وسائل الشيعة: ج 6، أبواب الصدقة، باب 22، ح 11).

[2] هناك روايات كثيرة في فضيلة الصدقة و آثارها، منها ما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «لأن أحج حجّة أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة و رقبة حتّى انتهى إلى عشر و مثلها حتّى انتهى إلى سبعين، و لأن أعول أهل بيت من المسلمين اشبع جوعتهم و أكسو عورتهم و أكفّ وجوههم عن الناس أحبّ إليّ من أن أحجّ حجّة و حجّة حتّى انتهى إلى عشر و مثلها حتّى انتهى إلى سبعين. (وسائل الشيعة: ج 6، أبواب الصدقة، الباب 2، ح 3).

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست