responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 63

أمّا جواب هذه الشبهة فواضح لأنه:

أوّلًا: لم يرد هذا المطلب في أيّة رواية معتبرة بل الظاهر أن الخاتم المذكور لم يكن سوى خاتماً عادياً لأنه لم يتم للمسلمين في ذلك الزمان فتح ايران و الشام و أمثال ذلك و لم تصل مثل هذه الثروات الكبيرة إلى أيدي المسلمين بل الفتوحات المذكورة حدثت بعد رحلة الرسول و في عصر الخلفاء، مضافاً إلى أن الإمام علي عليه السلام الذي كان طعامه في أيّام حكومته و خلافته بسيطاً إلى درجة أنه لا يأكل سوى من ادام واحد و الغالب انه كان يكتفي بقرص الشعير و يلبس الثياب البسيطة من الكرباس و الليف فكيف يعقل أن يمتلك مثل هذا الخاتم الثمين؟!

و على هذا الأساس فلا شكّ في ضعف الرواية التي لا تنسجم مع روايات الباب و لا مع سيرة الإمام علي عليه السلام و لا تتناغم مع أجواء تاريخ النزول، و لذلك فانها قد وضعت تحت ظروف خاصّة.

ثانياً: كيف يعقل أن يمتلك الإمام علي مثل هذا الخاتم الثمين بحيث يدخل في باب الإسراف المحرم ثمّ يتصدّق به في سبيل اللَّه و ينال الثناء الإلهي؟ و عليه فإنّ المستفاد مما ورد من المدح و الثناء في هذه الآية الشريفة على هذا العمل كذب هذه الرواية و زيفها و أنها وضعت لتحقيق أغراض معيّنة.

الإشكال الرابع: إنّ هذا العمل لا ينسجم مع حضور القلب‌

بما أن الإمام علي عليه السلام كان عند ما يصلّي خاصّة يتوجه إلى اللَّه تعالى بكلّ قلبه و يغرق في صفات جلاله و جماله و لا يكون له التفاتٌ إلى غيره أبداً بحيث إنهم كانوا يخرجون السهام من بدنه الشريف في حال الصلاة [1] و لم يكن يتسنى‌ لهم ذلك في الحالات العادية لصعوبته و شدّة ألمه، فمثل هذا الإنسان العارف و المتعلق باللَّه تعالى إلى هذه الدرجة كيف يلتفت أثناء الصلاة إلى كلام السائل و يتصدّق عليه في حال الركوع بالخاتم؟ و الخلاصة أن هذه المسألة


[1] ذكرنا تفاصيل هذه الحادثة مع وثائقها المعتبرة في كتاب «110 قصة من سيرة الإمام علي عليه السلام).

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست