مقولة
الشيعة، و عليه فإنّ التابعين يجب أن يتبعوا المهاجرين و الأنصار في الأعمال
الحسنة و الأفعال الصالحة لا في جميع الأفعال و الأقوال حتّى لو كانت على خلاف
مسير الحقّ.
«رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ
أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً
ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» و هكذا نرى أن اللَّه تعالى بعد أن
ذكر هذه الطوائف الثلاث من السابقين في الإسلام أثنى عليهم و مدحهم و بشّرهم
بالثواب العظيم المادي و المعنوي.
أمّا الثواب
المعنوي فهو عبارة عن رضا اللَّه تعالى عنهم و رضوانهم عن اللَّه تعالى أيضاً، أما
رضا اللَّه عنهم فواضح لأنهم تحركوا في خطّ نصرة الإسلام و المسلمين و سلكوا طريق
الهجرة و الطاعة و العبودية للَّه تعالى، و هذه الامور تستوجب رضا اللَّه عنهم، و
المراد من رضاهم عن اللَّه تعالى هو أن اللَّه في عالم البرزخ و يوم القيامة
يعطيهم كلَّ ما يريدون و يطلبون و يتحقّق بذلك رضاهم عنه.
و أمّا
المثوبات المادية لهؤلاء فهي الجنّات التي تتصف بصفتين: أحدهما أن المياه تجري تحت
أشجارها دائماً، و الاخرى أن أهل الجنّة يمكثون فيها أبداً فليس هناك خوف من
انتهاء النعيم بل هم مخلدون فيها، و بلا شك فإنّ رضا اللَّه عنهم و رضاهم عن
اللَّه تعالى و تمتعهم بالجنّات التي تجري من تحتها الأنهار تعدّ ثلاث مواهب عظيمة
لأهل الجنّة بحيث لا يتصور فوز فوق هذا الفوز.
أوّل رجل
مسلم
سؤال:
يستفاد من الآية 100 من سورة التوبة أن السابقين هم ثلاث طوائف و لكنّ السؤال الذي
يثار هنا هو: من هو الأسبق من هؤلاء؟ و من هو أوّل شخص من المسلمين استجاب لدعوة
النبي الأكرم صلى الله عليه و آله إلى الإيمان و آمن به؟
الجواب:
هناك روايات كثيرة وردت في ذيل هذه الآية الشريفة تقرر أن أوّل مسلم من الرجال
اعتنق الإسلام هو عليّ بن أبي طالب صلى الله عليه و آله، و أوّل امرأة اعتنقت
الإسلام هي السيّدة خديجة عليها السلام.
و هذا الرأي
متفق عليه بين جميع علماء الإسلام من الشيعة و أهل السنّة و يعدّ من