responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 279

الشريفة، لأنه كما تقدّم سابقاً أنّ الهجرة لا تختصّ بالمسلمين في أوائل البعثة بل هي ممكنة في كلِّ زمان و مكان، و تعني الهجرة من أجواء الذنوب إلى أجواء الطاعة، و من دائرة الرذائل إلى دائرة الفضائل، و من الظلمات إلى النور.

سؤال: ما ذا تعني مفردة «بإحسان» التي وردت في الآية الشريفة لوصف «التابعين»؟

الجواب: هنا يوجد احتمالان في تفسير هذه المفردة:

الأوّل: أن لا يكون اتّباع المهاجرين و الأنصار بالكلام فقط بل ينبغي أن يتجسّد في الواقع العملي في حركة الإنسان، و بعبارة اخرى أن يتّبع المسلم المهاجرين و الأنصار بشكل جيّد و دقيق.

الاحتمال الثاني: أن يتّبع الإنسان المهاجرين و الأنصار في أعمالهم الحسنة لا في جميع الأفعال و السلوكيات الاخرى، لأنه كان بين المسلمين الأوائل بعض الأشخاص الذين كانوا يتحركون في حياتهم الفردية و الاجتماعية على خلاف تعليمات النبي صلى الله عليه و آله و أحكام الإسلام.

و خلافاً لما يراه أهل السنّة من عدالة و عصمة جميع صحابة النبي‌ [1] فنحن نعتقد أن الصحابة ليسوا معصومين جميعاً، و الآية الشريفة أعلاه يمكنها أن تكون دليلًا جيّداً على‌


[1] في سفري الأخير إلى مكّة المكرمة (عام 1422 ه. ق) اقترح عليّ بعض علماء أهل السنّة في مكّة المكرمة أن نعقد جلسة للحوار بيننا، و من جملة البحوث التي طرحت في تلك الجلسة بحث عدالة الصحابة حيث قلت لهم: إنكم تعتقدون بأن جميع الصحابة عدول و منزّهون عن ارتكاب الذنوب في حين أنّ الصحابة هم الذين اشعلوا نار حرب الجمل و التي ذهب ضحيتها أكثر من 17 ألف من المسلمين، فمن المسئول عن كلّ هذه الدماء؟ و إذا كان سفك دم مسلم واحد يوجب دخول النار فكيف بدماء 17 ألف إنسان؟

و قد أجاب بعض علماء أهل السنّة: إن طلحة و الزبير و عائشة بالرغم من كونهم السبب الأساس في اشعال نار الحرب، إلّا أنهم انسحبوا قبل بدء القتال و لم تتلوث أيديهم بدماء المسلمين!!

فقلت في جوابهم: على فرض صحة هذا الادعاء، فهل يكفي لمن اشعل نار الحرب أن ينسحب من الميدان و ينقذ نفسه و يترك الآخرين يحترقون بنارها؟ أو يجب عليه السعي لإطفاء نار الحرب و الفتنة؟! ثمّ سألتهم: لقد قتل في حرب صفين حوالي مائة ألف نفر من المسلمين، فمن هو المسئول عن ذلك؟

قالوا: إن معاوية اجتهد فأخطأ و لا مسئولية عليه. فقلت: إذا كانت دائرة الاجتهاد واسعة إلى هذه الدرجة، إذن فلا ينبغي أن يطال العقاب أي مذنب أو مجرم لأنه أخطأ في اجتهاده، فهل يقبل العقلاء هذا الكلام؟!

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست