الواضحات
لديهم حتّى أن بعض علماء أهل السنّة ادّعوا الإجماع على هذا الرأي و من ذلك:
1- يقول ابن
عبد البر العالم السنّي المعروف:
اتّفقوا
على أن خديجة أوّل من آمن باللَّه و رسوله و صدّقته فيما جاء به، ثمّ عليٌّ بعدها[1].
2- و يقول
أبو جعفر الإسكافي المعتزلي استاذ ابن أبي الحديد المعتزلي الذي توفي في سنة 240
عن أوّل من أسلم و استجاب لدعوة النبي صلى الله عليه و آله:
قد روى
النّاس كافة افتخار عليّ بن أبي طالب بالسّبق إلى الإسلام[2].
3- و يقول
الحاكم النيشابوري في «مستدرك الصحيحين» الذي يعدّ رديفاً لصحيح البخاري و صحيح
مسلم:
لا أعلم
خلافاً بين أصحاب التواريخ أنّ عليّ بن أبي طالب رضى اللَّه عنه أوّلهم إسلاماً و
إنّما اختلفوا في بلوغه[3].
و مضافاً إلى
ما تقدّم آنفاً من ادعاء الإجماع على أسبقية الإمام علي عليه السلام لاعتناق
الإسلام يروي العلّامة الأميني 25 رواية من الأئمّة المعصومين عليهم السلام و يذكر
66 قولًا من أكابر علماء الإسلام و الشعراء المتقدمين في هذا المجال، و قد ذكر بعض
علماء الشيعة 100 حديثاً من منابع أهل السنّة في هذا المجال، و يعتبر هذا العدد
كثيراً جدّاً
[3] المستدرك على الصحيحين: كتاب المعرفة، ص 22
نقلًا عن الغدير: ج 3، ص 238.
[4] و ينبغي الالتفات إلى هذه الحقيقة، و هي أن
وصول كلّ هذه الروايات الكثيرة عن فضيلة واحدة من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام
في كتب و مصادر أهل السنّة أشبه بالمعجزة، لأن بيان فضائل و مناقب أمير المؤمنين
عليه السلام لم يكن ممنوعاً في عصر حكومة بني امية فحسب و كان يعدّ جرماً أيضاً،
بل إن عشرات الآلاف من المنابر في مختلف بقاع البلاد الإسلامية الواسعة كانت معدّة
لسبّ أمير المؤمنين (العياذ باللَّه) و هتك حرمته بحيث إنّ الكثير من الناس
انخدعوا بهذا الإعلام المسموم و كانوا يرون في اسم (علي) ظلماً و جريمة، فقد جاء
رجل إلى الحجاج بن يوسف الثقفي المجرم المعروف في تاريخ الإسلام و قال له: لقد
ظلمتني امّي و أنا اشتكي إليك منها. فقال الحجاج: و بما ذا ظلمتك؟ قال: لقد سمتني
علياً!! و على هذا الأساس فبقاء روايات المناقب لأمير المؤمنين عليه السلام في ذلك
العصر الذي يخاف المؤمن فيه من ذكر فضيلة واحدة من فضائل الإمام عليه السلام و
يسعى العدو لطمس و تحريف الحقائق، كان أقرب ما يكون إلى المعجزة، و ما أجمل مقولة
الشاعر الذي يحكي عن الحالة في ذلك الزمان:
أعلى
المنابر تعلنون بسبّه
و بسيفه نُصبت لكم أعواده
و عند ما
يفكر الإنسان في تلك الأجواء المظلمة من التاريخ الإسلامي، و من جهة اخرى يجد أكثر
من مائة رواية تتحدث عن فضيلة من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام في كتب أهل
السنّة يخرج بهذه النتيجة، و هي أن اللَّه تعالى أراد لهذه الفضائل و المناقب أن
تبقى إلى يوم القيامة و تنتشر في كلّ مكان و يكون الشيعة سعداء و أعزاء في كلّ
مكان و يشكرون اللَّه تعالى على هذه النعمة العظيمة جداً.