responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 278

معه لإنقاذ أنفسهم من تلكم الضغوط و أشكال الأذى و التعذيب و لغرض تقوية الدين الجديد، فتركوا بيوتهم و أموالهم و أراضيهم و أقوامهم و قبيلتهم و الخلاصة تركوا كلّ شي‌ء و هاجروا إلى المدينة بأيدي خالية، و هناك واجهتهم أخطار كثيرة، فمن جهة خطر المشركين في مكّة الذين كانوا بصدد الانتقام منهم و قتلهم، و من جهة اخرى عدم وجود العمل المناسب و كذلك حالة الغربة و أجواء الوحدة و البعد عن القوم و الوطن و أمثال ذلك من الأخطار و التبعات المترتبة على الهجرة، و لكنّ هؤلاء المسلمين الحقيقيين استقبلوا هذه الأخطار و هاجروا إلى المدينة، و قد كان البعض منهم يمر بحالة اقتصادية سيئة للغاية بحيث كانوا ينامون في «الصفّة» إلى جانب مسجد النبي و هم المعروفون بأصحاب الصفّة حيث كانوا يقضون ليلهم و نهارهم في ذلك المكان و لم يكن لديهم ممّا يقيم أودهم إلّا القليل جدّاً و مع ذلك كانوا على استعداد دائم لتقديم الخدمات للإسلام متى حلّت الحاجة إليهم.

الطائفة الثانية: «الأنصار» و هم المسلمون الذين دخلوا الإسلام في المدينة و استجابوا لدعوة الرسول إلى الإسلام ودعوه ليهاجر إليهم و أبدوا استعدادهم لبذل كلِّ إمكاناتهم في سبيل الإسلام، هؤلاء استقبلوا المهاجرين الذين هاجروا إليهم من مكّة و وضعوا بيوتهم و كلُّ ما يملكون تحت اختيارهم و تعاملوا معهم كإخوة لهم، و طبعاً هؤلاء بذلوا كلَّ جهدهم و آثروا المهاجرين على أنفسهم رغم أن الوضع المالي لبعضهم لم يكن على ما يرام.

الطائفة الثالثة: «التابعون» و هم المسلمون الذين جاءوا إلى الدنيا بعد المهاجرين و الأنصار و سلكوا مسلكهم و تحركوا مثلهم في خطّ الإيمان و الرسالة، و هؤلاء هم الذين يسمّون ب «التابعين» [1] أي الذين اتبعوا الطائفتين السابقتين، و عليه فطبقاً لهذا التفسير يكون التابعون هم النسل الثاني للمسلمين و يشمل جميع المسلمين إلى يوم القيامة في كلِّ عصر و مكان، أي أن المسلمين في الزمان الحاضر الذين تحركوا في خطّ نصرة الإسلام و الهجرة نحو رضا اللَّه تعالى يصدق عليهم عنوان «التابعين» الذين ورد ذكرهم في هذه الآية


[1] مصطلح «التابعين» في لسان أهل الحديث يطلق على الأشخاص الذين لم يدركوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و لكنهم أخذوا علومهم و معارفهم من الصحابة، و هذا المعنى أضيق دائرة من المراد بالتابعين بصورة عامّة و هم كلّ من لم يدرك الرسول صلى الله عليه و آله إلى زماننا هذا.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست