وروى عبداللَّه بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: قال: حدّثني الريان، قال:
دخلت على العباسي يوماً فطلب دواة وقرطاساً بالعجلة، فقلت: ما لك؟
فقال: سمعت من الرضا عليه السلام أشياء احتاج إلى أن أكتبها ولا أنساها، فكتبها، فما كان بين هذا وبين أن جاءني بعد جمعة في وقت الحر، وذلك بمرو، فقلت: من أين جئت؟
فقال: من عند هذا،
قلت: من عند المأمون؟
قال: لا.
قلت: من عند الفضل بن سهل؟
قال: لا، من عند هذا.
فقلت: من تعني؟
قال: من عند علي بن موسى.
فقتل: ويلك خذلت، أي شيء قصتك؟
قال: دعني من هذا، متى كان آباؤه يجلسون على الكراسي حتّى يبايع لهم بولاية العهد كما فعل هذا؟
فقلت: ويلك استغفر ربّك.
فقال: جاريتي فلانة أعلم منه ... (إلى أن قال): فدخلت على الرضا عليه السلام، فقلت له:
إنّ العباسي يسمعني فيك ويذكرك، وهو كثيراً ما ينام عندي ويقبل، فترى أن آخذ بحلقه، وأعصره حتّى يموت، ثم أقول: مات ميتة فجأة؟
فقال: ونفض يديه ثلاث مرّات، لا ريان، لا ريان، لا ريان.[2]